ماهو الجديد الذي يحمله هانس غروندبيرغ لحكام صنعاء؟ هل هو تحذير أم مواصلة مساعي ليس لها نتيجة؟
عودة المبعوث الأممي بعد اكثر من عامين تثير الكثير من التساؤلات المهمة خاصة بعد المستجدات الطارئة في المنطقة وسقوط بشار الأسد وهزيمة حزب الله في لبنان اذرع إيران القوية في المنطقة.
مساعي الأمم المتحدة لن تسفر عن شيء ملموس في حرب اليمن ولن تصل إلى نتيجة، وحتى مفاوضات إطلاق الأسراء مؤخرا لم تنجح فيه.
هناك إحتمالان لهذه الزيارة:
إما ان تكون زيارة مناصحة أخيرة لقادة المليشيات، أنها تواجه موقف صعب وفي طريقها للزوال الحتمي بعد هزيمة إيران في سوريا ولبنان وعليها المسارعة في الدخول في مفاوضات ما يسمى (التسوية السياسية).
أو أن هذه الزيارة تحمل أفكار جديدة سيطرحها غروندبيرغ لحلحلة الأزمة وهذا قد يكون فات أوانه.
حكومة صنعاء (الغير معترف بها دوليا) تواجه اوقات عصيبة واستمرارها في اطلاق الصواريخ تجاه الكيان الصهيوني وتهديد خطوط الملاحة جعلها في الواجهة، والهدف الحتمي لضربات (غربية إسرائيلية) قد تغير قواعد الاشتباك المعروفة في المواجهات العسكرية. أمريكا وحلفائها وإسرائيل تعتبر نظام صنعاء مليشيات إرهابية وتتعامل معه على هذا الأساس، و يدعمها في ذلك العالم كله تقريباً في ان هذه المليشيات غير شرعية ولن يعترض على اي اجراء تقوم به أمريكا وإسرائيل في حربها (المنتظرة) ضد الحوثيين.
عودة المبعوث الدولي ستحددها النتائج التي سيخرج بها من صنعاء، ولا اعتقد أنه سيحصل على شيء جديد.
الحوثيون يعرفون جيدا انهم مستهدفون ولابد من تأديبهم (امريكيا) بعد تعرضهم للملاحة الدولية في البحر الأحمر والعربي وضرب الكيان المحتل.
ونعرف على الدوام أن الأمم المتحدة دأبت على مواكبة السياسة الأمريكية ويعتبرها البعض تابعة للبيت الأبيض (وهذا صحيح) ولكنها شر لابد منه، ولذلك فإن تعليق الآمال على زيارة المبعوث الدولي الذي أخفق في السابق ضرب من الهوس.
.. لابد لصنعاء من ركلة مؤلمة من معسكر أمريكا وليس بالضرورة ان تجيش جيوشها وتحتل صنعاء، لكن صنعاء لابد ان تدفع ثمن مغامرتها بضرب إسرائيل بالصواريخ والمسيرات وإدخال قطعان المستوطنين الملاجئ.
المنطقة بشكل عام مقبلة على تغييرات جذرية سيكون لأمريكا فيها التأثير الكبير خاصة بعد سقوط النظام السوري و إضمحلال النفوذ الروسي الإيراني الذي توارى في سوريا ولبنان.
ننتظر لا نسمع ولا نرى
عبدالله سعيد القروة
7 يناير 2025