ظلت مشكلة بناء دولة النظام والقانون معضلة لكل من يحاول الاقتراب منها وعائق كبير امام امن واستقرار اليمن العربية التي دخلت في شراكة وحدوية مع دولة الجنوب في 22مايو1990 ولكن فشلت لعدة أسباب مختلفة وتحولت إلى احتلال ابشع من الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين
لقد حاول عام1993 نائب الرئيس الاستاذ علي سالم البيض طرح رؤية سياسية متطورة لبناء دولة النظام والقانون بمؤسسات حكم متماسكة ومواطنة متساوية وقدمها وهو معتكف في عدن كشرط لعودته لممارسة عمله السياسي واغنتها القوى الوطنية بالتنقيحات والتصورات واسموها وثيقة العهد والاتفاق تم التوقيع عليها في الاردن في 21فبراير1994
لكن نظام الجمهورية العربية اليمنية انقلب عليها وشن حربه على الجنوب وعلى تلك الوثيقة ودولتها المقترحة. في 27 ابريل1994 واحتلت الجنوب بعد هزيمته لعدة عوامل في 7/7/1994
واستعادت الجمهورية العربية اليمنية نظامها ومؤسساتها البالية والغت وحدة 22مايو1990 وتعاملت مع الجنوب كقوة احتلال وفتح واخضعته للاحتلال الهمجي الذي ظل محل رفض شعبي جنوبي منذ ذلك التاريخ وحتى اللحظة الراهنة من المعترك المحتدم حاليا في اليمن وفي الجنوب العربي ..
والمشهد تكرر عام2011 مع رفع شعارات ارحل ارحل فطرح الرئيس علي عبدالله صالح رؤية متطورة للحل وبناء دولة حديثة من خلال إعادة تسجيل الناخبين والأخذ بالقائمة النسبية ونظام اتحادي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة لا يترشح فيها هو وانتخابات محلية ونيابية ولكن تلك الرؤية تم تجاهلها ورفضها من أحزاب اللقاء المشترك ..وتم إحراق الرئيس علي عبدالله صالح في مسجد قصر النهدين الرئاسي في يونيو 2011 وهكذا مصير كل من يحاول الاقتراب من المساس بصلاحيات (الدولة الباطنية المجوس دونمية العميقة )في باب اليمن ..والمحاولات كثيرة منها محاولات الزعيم الوطني احمد محمد النعمان وال الوزير والمقدم ابراهيم الحمدي والرائد عبدالله عبدالعالم وبالحسابات السياسية فليس أمام الوطنيين الشرفاء في اليمن العربية غير دعم قيام دولة الجنوب العربي الفيدرالية التي ستشكل انموذجا منافسا لبناء دولة اليمن العربية الحديثة..
الباحث/علي محمد السليماني