يبدو تسارع الأحداث في المنطقة من غزة وجنوب لبنان الى السودان وسوريه واليمن الذي أمسى في القبضة الحوثية الإيرانية مما استوجب كما ذكرت انبأ عن موافقة السعودية مضطرة على نشر قوات أمريكية على حدودها مع اليمن تخوفا من اتساع دائرة الحروب.
كل ذلك يجعل ملف الجنوب في دائرة الاهتمامات الإقليمية والدولية سيما وأن العالم بات يائسا من حيل الأطراف اليمنية واكاذيبها حول وقوفها ضد التمرد الحوثي المدعوم من إيران والمسيطر على اليمن منذ تسع سنوات ..
أن المطلوب في هذه الظروف تعزيز اليقظة الداخلية والاستعداد القتالي على خط الحدود مع اليمن تحسبا لمختلف الاحتمالات سيما وأن أوصلت مايسمى بالشرعية الجنوب إلى الانهيار في مختلف المجالات وهو ما يتطلب اصطفاف جنوبي لمختلف القوى الجنوبية المؤمنة بحق شعب الجنوب في الحياة الكريمة تحت راية دولته المستقلة فالاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد التي تبدو وشيكة تعني في احد أبعادها المختلفة والمتعددة نهاية توريث (حكم الجمهوريات) من سوريا إلى ليبيا والى اليمن وان المنطقة مقبلة على ترتيبات وحلول وتسويات لمعظم القضايا والمشاكل ويشير المشهد السياسي أن توافقات إقليمية ودولية على تكليف سمو الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان الاضطلاع بالدور الأبرز في تلك الحلول والترتيبات وفي ضوء ذلك سيجد التيار العفاشي نفسه محاصرا مما يستوجب الترحيب بالجنوبيين في هذا التيار كما أن سيطرة التيارات الراديكالية الإسلامية على أهم دولة في بلاد الشام يجعل نظيرتها في اليمن مستبعدة من الحلول أو مهمشة في احسن الأحوال وذلك أيضا مايوجب الترحيب بالجنوبيين في هذا التيار ..
ويبقى اليمن في دائرة الاحتمالات بين استبعاد السيد عبد الملك الحوثي والدخول في الحلول والتسويات أو استبعاد الحوثيين أنفسهم بتيار ثالث غالبا سيكون من ال الشائف وال ابو لحوم والسادة ال الوزير.. ومع كل تلك الفرضيات المحتملة يظل اليمن (اللغز) المحير حتى سقوط النازي نتنياهو من الحكومة الإسرائيلية بطريقة أو باخرى لمعرفة اتجاه القوى اليمنية بعده .
الباحث/ علي محمد السليماني