دائمًا ما يتردد مصطلح "المناطقية"، لكن يبدو أن البعض يخلط بين الانتماء إلى القبيلة أو العشيرة والانتماء إلى المنطقة أو القرية. في الجزيرة العربية، يُعرف المواطن باسمه مرتبطًا بقبيلته أو عشيرته، وليس مرتبطًا بمنطقته الجغرافية. لم نرَ من يُعرّف نفسه كـ"مسقطي" نسبة إلى مسقط، أو "رياضي" نسبة إلى الرياض، أو "دوحي" نسبة إلى الدوحة، أو حتى "ظبياني" نسبة إلى أبوظبي. الانتساب هنا غالبًا ما يكون إلى القبيلة أو العشيرة، وهو أمر طبيعي ومقبول تمامًا.
القبيلة قد تنتشر عبر حدود عدة دول، ولا تقتصر على نطاق جغرافي واحد، مما يعني أن مفهوم "المناطقية" بمعناه السلبي لا يجب أن يكون مقبولًا.
المناطقية، من جانب آخر، هي الانتماء إلى منطقة أو جغرافيا محددة، وهو أمر يحمل في طياته خطورة كبيرة، حيث يؤسس لخلافات وصراعات بين المناطق المختلفة. هذا النوع من الانتماء يعزز الانقسام الاجتماعي بين أبناء البلد الواحد، ويفتح الباب أمام النزاعات التي قد تُضعف الوحدة الوطنية. إذن، من أين أتى مصطلح "المناطقية" كسلوك مرفوض؟.
#صالح_أبوعوذل