قال كاتب سياسي وروائي جنوبي أنه لم يقدر للقصر المدور لعب اي دور عسكري حربي دفاعي من بنائه الا بعد ذلك بعقود طويلة ايام رئاسة سالم ربيع علي "سالمين" سنة 1978م عندما تحصن فيه في آخر ايام رئاسته مع علي سالم لعور وجاعم صالح وكأن بريطانيا العظمى كانت تدخر القصر المدور لدور دموي فاق حتى تصوراتها الاستعمارية الامبريالية".
عن هذا الوصف الغريب والموجز للقصر المدور في التواهي الذي أتخذ بعد رحيل بريطانيا من عدن مقرآ لرئيس الدولة أطلع محرر "شبوة برس" على ما دونة الأستاذ "سعيد عولقي" على حائطه الخاص على منصة فيسبوك وننشر نصه:
(القصر المدور) اعلنت بريطانيا فصل عدن ادارياً عن تبعيتها للهند، وتحولت الى مستعمرة تابعة مباشرة للتاج البريطاني، وشرع الحاكم البريطاني ببناء القلعة الحصينة للدفاع عن المستعمرة والتي عرفت بأسم القصر المدور في التواهي، قصر متين راسخ البنيان به مهبط طائرات حوامة وتحته انفاق مؤدية الى البحر تنتهي برصيف بحري.. ومن حوله حفرت خنادق عميقة على طول الناحية البرية لا يؤدي منها الى القصر غير منفذ واحد وحيد !!
اثارت تكاليف بناء القصر الباهظة حفيظة السلطات البريطانية من الوايت هول الى اروقة البرلمان وتطاولت قصتها.. لكن القصر بقي شامخ البنيان "الصور".
لم يقدر للقصر المدور لعب اي دور عسكري حربي دفاعي الا بعد ذلك بعقود طويلة ايام رئاسة سالم ربيع علي "سالمين" سنة 1978م عندما تحصن فيه في أخر ايام رئاسته مع علي سالم لعور وجاعم صالح..
لم تكن مؤامرة الاطاحة بسالمين سهلة ولا هينة، ولا كانت محلية خالصة.. فقد تظافرت فيها جهود دولية ظاهرة وخفية في صدارتها الاتحاد السوفييتي وكوبا والمانيا الشرقية.. ولقد رأينا عساكر كوبا يؤمنون المطار والميناء، والمانيا الشرقية توجه الامن الداخلي، والطائرات السوفييتية تدك القصر المدور في طلعات متتالية متواصلة، لكنها لم تنل من بنيانه الراسخ الذي تعفرت جدرانه
بدخان القذائف الكثيرة !! ما كان لاحد ان يتبين وقتها ابعاد خطة ازاحة سالمين التي تجاوزت محليتها المتمثلة في العليان الثلاثة علي وعلي وعلي، -- واقصد بهم عنتر وناصر وشايع -- فالتفكير في الامر كان مبكراً..وكان اكبر من كل علي !!ويسبق حقيبة التفخيخ المدمرة التي نفذها صالح مصلح بتعاون استخبارات الكي جي بي والاشتازيا. !! لكن ذلك الحدث كان مواتياً ليدق ساعة صفر الخلاص..
عقب الاحداث مباشرة عقدت القيادة الجديدة مؤتمراً صحفياً في مقر اللجنة المركزية حضرته، وتلته زيارة الى القصر المدور الذي شهد تلك الاحداث الدامية.. ودخلنا القصر المدور.. ونزلنا الى دهاليزه وانفاقه المؤدية الى الرصيف البحري.. ورأينا الموقع الذي احتمى فيه ربيع ورفيقية.. واسرة نومهم.. ولمبات الاضاءة.. ومواقد الطبخ.. والاواني.. الساعات الاخيرة الحاسمة لنهاية حقبة حكم سميت بفترة النظام اليساري المغامر الانتهازي. !!
وكأن بريطانيا العظمى كانت تدخر القصر المدور لدور دموي فاق حتى تصوراتها الاستعمارية الامبريالية