*- شبوة برس – سعيد عولقي (*)
اتضح جلياً لمن يريد ان يرى انقسام البلاد الى فريقين، ربما جاز تسمية ذلك بفريق اغلبية للقوة الناعمة، واخر للقوة الباطشة.. علي ناصر محمد كما لا يخفى على احد كان يحظى باغلبية ساحقة ممن يسمون بحزب (الكنبة) كما يسمون في الشقيقة مصر، وجل هؤلاء يمثلون اغلبية عدن الساحقة، مع محافظة ابين وشبوة وشذرات من حضرموت وغيرها، بينما الطرف الأخر الذي يمثله عنتر وفتاح وشايع والبيض، ومحافظة لحج التي يهم الجميع فيها مديرية الضالع بمختلف فخائذها القبلية، ومن قبائل يافع وبواقي حضرموت..
اما صالح مصلح قاسم فقد اختار ان يلعب لصالح نفسه وكان يوهم كل طرف انه يقف معه، لكن للشاطر وقعة كما يقولون وقد وقع مصلح رغم دهائه في شراك لم ينصبها له احد لكن حظه السيئ قاده الى حتفه، فاسمه لم يعلن في بيان الاعدام المشؤوم مع عنتر وفتاح والبيض وشايع..
في ميازين القوة العسكرية كان الطيران لصالح علي ناصر رغم تخاذله، وكذلك سلاح البحرية ورجال امن الدولة الشرسين تحت قيادة وزيرهم الشديد المراس احمد مساعد حسين وكذلك فلول من الشرطة والمليشيات كلها.. كل هذا الاصطفاف القبلي الواضح للعيان جرى منذ الدقيقة الأولى لأعلان بيان الاعدام المشؤوم في الساعة2 ظهراً من راديو عدن..
سبق ساعة صفر الاحداث تحضيرات لكلي الطرفين، قام عنتر ومن معه بتنظيم مناورة عسكرية قيل انها كانت بروفة استعداد للاحداث، وقيل امر مضحك بأن اسرائيل ستهاجم معسكر الفلسطينيين الذين لجأوا الئ عدن، وقيل وقيل.. المهم ان النية المبيتة لسفك الدم كانت خطواتها تتسارع.. وفي الجانب الاخر كانت اجتماعات متواصلة لعلي ناصر ومن معه تعقد والى ليلة 13 يناير في بيت السلامي وزير التربية والتعليم وعنتر وجماعته يواصلون تجمعهم بوجود وسطاء فلسطينون ولبنانيون فيهم جورج حاوي، وطبعاً لم يفت المشهد نايف حواتمه!
فشلت كل المساعي وابدى على ناصر استعداده للتنازل اذا كان ثمة من يضمن سلامة رجاله، لكن رجاله اكدوا له اصرارهم على المواجهة وقالوا له انها السبيل الوحيد لضمان حياتهم ووجودهم السياسي وحتى انهم هددوه بالقول ان اي تراجع منه لخصومهم ستكون عاقبته اقدامهم هم لا انتظار غيرهم لقتله!!
واتفقوا على ان يخرج هو من عدن ويترك لهم امر التصرف والقضاء على الخصوم..
وفي فجر يوم 13يناير قام هادي احمد ناصر (وهو صهرنا) بنقل علي ناصر الى العلم، مدخل محافظة ابين حيث واصل على ناصر طريقه وعاد هادي احمد ناصر، وهو المسؤول الحزبي لمحافظة عدن، الى الشيخ عثمان حيث تمركز ونظم قوات الحزب هناك لمواجهة الاحتمالات.. ومن وقتها فقدت بصمة علي ناصر محمد من ادارة الاحداث، وتولى احمد مساعد حسين إدارة الاحداث بجسارته المعهودة التي بلغت مبلغ جنون التطرف والارتجال لينال مقابل ذلك انتصاراً بائساً لم يدم اكثر من 3 أيام!!
بعدها دارت الدوائر لتنال من كل ما بني علئ خطأ!! وبطبيعة الاشياء وحقائق الأمور
مايبنى على خطأ يهدم بلا صواب
*- سياسي وروائي وكاتب مسرحي