تهامة: بين الإقصاء السياسي والبحث عن الاستقلال.!!

2024-07-26 05:34
تهامة: بين الإقصاء السياسي والبحث عن الاستقلال.!!
شبوه برس - خـاص - عــدن - المخا

 

*- شبوة برس - عبدالمجيد زبح 

 بينما يتنافس الفاعلون السياسيون على السلطة والنفوذ، تبقى تهامة، تلك الجوهرة المطلة على البحر الأحمر، تعاني من الإقصاء والتسلط المتعمد. إن تهامة، بأهلها الموحدين والمتمسكين بحقوقهم، تجد نفسها مضطرة للتفكير في مستقبل مستقل عن المركزية القمعية التي تعيق تطلعاتها.

 

لا يمكن إنكار أن القوى السياسية المسيطرة تعمل لإبقاء تهامة خارج دائرة القرار السياسي. هذا الإقصاء المتعمد ليس سوى محاولة لإضعاف صوت تهامة ومنعها من المطالبة بحقوقها المشروعة. إن تعزيز الوعي بالهوية التهامية وحقوقها المشروعة بات أمراً ملحاً، حيث تسعى المكونات السياسية، التي ترفض إشراك تهامة في العملية السياسية، إلى دفع المنطقة وأهلها نحو خيار الاستقلال كملاذ أخير لضمان حقوقهم وحريتهم. 

 

إن تعزيز الهوية التهامية يجب أن يكون في صلب أي تحرك سياسي. فالوعي بتاريخ تهامة العريق وإسهاماتها الاقتصادية والثقافية يعزز من موقفها ويزيد من قدرة التهاميين على المطالبة بحقوقهم. فالهوية التهامية ليست مجرد انتماء جغرافي، بل هي ركيزة سياسية يجب أن تستند إليها أي تحركات مستقبلية لضمان حقوق التهاميين في الساحة السياسية اليمنية. هذا التسلط المتعمد يعكس حجم الإقصاء الذي تعاني منه تهامة، مما يجعلها في حاجة ملحة لتعزيز الوعي بالمظلومية التهامية.

 

التوحد بين التهاميين هو القوة التي يمكن أن تُغير المعادلة السياسية في اليمن. ولكن لتحقيق الأهداف المنشودة، يجب على التهاميين فتح قنوات خارجية مع المجتمع الدولي. والانتقال إلى مربع البحث عن الدعم الدولي وهو خطوة استراتيجية لا غنى عنها. ويجب أن تكون هناك اتصالات مع الدول المؤثرة والمنظمات الدولية لعرض قضية تهامة وكسب التأييد والدعم الدولي لنيل الاستقلال. التواصل الفعال مع الجهات الدولية هو السبيل لكسب الدعم اللازم لتحقيق الاستقلال وضمان حقوق التهاميين، مما يعزز من قوة الهوية التهامية ويضعها في المقدمة ولضمان تحقيق أهداف التهاميين، يجب أن يسعوا لتوسيع نطاق تحركاتهم الدبلوماسية. إقامة علاقات دولية مع الدول الكبرى ومنظمات حقوق الإنسان يمكن أن يعزز من موقف تهامة ويدفع المجتمع الدولي للاعتراف بحقوقها. فتعزيز الهوية التهامية وتأكيدها في الداخل والخارج يمكن أن يكون دافعاً قوياً لتحقيق الاستقلال.

 

وعلى الرغم من التحديات، يبقى الأمل في تحقيق شراكة حقيقية قائمة. يجب أن تكون هناك دعوة صريحة لجميع المكونات السياسية للاعتراف بحقوق تهامة وضمان تمثيلها العادل في أي تسوية سياسية مستقبلية. هذه الشراكة هي السبيل الوحيد لبناء مستقبل مستقر ومزدهر لجميع اليمنيين. الهوية التهامية والحقوق المشروعة يجب أن تكونا جزءاً لا يتجزأ من أي حوار وطني، وهذا يتطلب دعماً دولياً قوياً لفرض شراكة حقيقية تضمن التمثيل العادل لكل المكونات.

 

في ظل الإقصاء والتسلط المستمر من قبل القوى السياسية المسيطرة، يجب على التهاميين التفكير بجدية في خياراتهم المستقبلية. والانتفاضة من أجل حقوقهم والانطلاق في مسار الاستقلال يمكن أن يكونا الخيارين الوحيدين لضمان حياة كريمة ومستقبل آمن للجيل القادم من التهاميين. وتعزيز الوعي بالمظلومية التهامية وتنظيم صفوف التهاميين للتحرك السياسي والدبلوماسي كذلك يجب أن يكون على رأس الأولويات. إن الحقوق المشروعة للتهاميين تستدعي أن يكون لهم تمثيل قوي ومؤثر في المشهد السياسي، وإلا فإن خيار الاستقلال يصبح ضرورة حتمية.

 

فالإقصاء والتسلط الذي تعاني منه تهامة لا يمكن أن يستمر. التهاميون الموحدون والمتمسكون بحقوقهم يجب أن ينتقلوا إلى الساحة الدولية لعرض قضيتهم وكسب الدعم اللازم لتحقيق الاستقلال. فمستقبل تهامة يعتمد على قدرتها على التحرك بذكاء واستراتيجية، وضمان الاعتراف بحقوقها في الساحة الدولية. تعزيز الهوية التهامية والوعي بالمظلومية والتنسيق الدولي هي الأسس التي يجب أن يبنى عليها نضال التهاميين من أجل حقوقهم.

 

#ملاحظة الصور: مثال بسيط لحال الطالب التهامي الذي يدرس تحت الشجر في القرن الحادي والعشرين.