*- شبوة برس - عبدالمجيد زبح
بينما نتأمل واقع العالم العربي وحكامه وشعوبه، نجد تفاوتًا كبيرًا بين من يبكي حكامه وبين من يسخط عليهم. هناك شعوب تبكي حكامها لفقدانهم، وهناك شعوب تسخط على حكامها لأفعالهم. بعض الحكام يعطون شعوبهم من خيرات البلاد، بينما آخرون ينهبون ثروات شعوبهم لصالح زيادة أرصدة عائلاتهم.
الفارق الجوهري بين حاكم يستغل منصبه للنهب وجمع الأموال، كما ورد في تقارير الأمم المتحدة التي تقدر بنهب 60 مليار، وبين حاكم يسدد ديون شعبه ويعمل على رفاهيتهم هو فرق شاسع. هناك حكام يعتبرون أنفسهم خدامًا لشعوبهم، بينما هناك حكام يرون شعوبهم خدمًا لهم. هناك حكام يمتلكون رؤية لمستقبل شعوبهم، وآخرون يستخدمون ذكاءهم لتدمير شعوبهم ونهب ثرواتهم.
يمكننا أن نرى هذه الفروق بوضوح في الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة. خلال أحداث ما يسمى بالربيع العربي، نجد أمثلة واضحة مثل اليمن وليبيا. في اليمن، علي عبد الله صالح، المعروف بـ عفاش ، لا يُعرف له قبر، وكذلك معمر القذافي في ليبيا. هؤلاء الحكام كانوا يتاجرون بشعوبهم ويستخدمونهم كسلعة لتهديد الآخرين. ذهبوا وانتهوا، ودفنهم التاريخ في صفحات لا تُذكر لا بباطن الأرض ولا ظاهرها، ولا تُذكر لهم حسنات. كل ما يُذكر عنهم هو مؤامراتهم وابتزازهم لمحيطهم وإخوانهم العرب. إنها لحظة تستحق التأمل.
الفرق بين الحاكم العادل والحاكم الظالم يظهر بوضوح في النهاية. فالحاكم الذي عاش مدافعًا عن مبادئه وقيمه بإخلاص يتذكره الناس بكل خير، بينما الحاكم الذي خان شعبه ومبادئه لن يجد له قبرًا يُزار. العدالة السماوية تكشف الحقيقة في النهاية، وتُظهر من عمل من أجل الخير ومن عمل من أجل الشر.
في النهاية، العبرة بالخواتيم. التاريخ يذكر من عمل بإخلاص لخير شعبه، وينسى من خان مبادئه وشعبه من أجل مكاسب شخصية. الحاكم الذي يُذكر بخير هو من عاش ومات متمسكًا بعقيدته ونهجه ومبادئه، بينما الحاكم الذي يتلون كل يوم بعقيدة ومذهب ولا يملك مبدأ ثابتًا يُنسى وتُنسى أعماله.
إذًا، الفرق بين حكامنا وشعوبنا واضح وجلي، والفارق بين من يُذكر بخير ومن يُنسى هو في العطاء والإخلاص. العبرة بالخواتيم، والعدالة الإلهية لا تخطئ في الحكم على أعمال البشر .