تعد القضية الجنوبية ثاني قضية عربية في الوطن العربي بعد القضية الفلسطينية رغم الاختلاف بينهما .. فالقضية الجنوبية تم ترتيب وضعها منذ ابريل 1967 بعد ز يارة لجنة تقصي الحقائق لعدن عن افضل السبل لمنح الجنوب العربي الاستقلال عن بريطانيا ولكن فشلت وبعد فشل أيضا مؤتمر جنيف في أغسطس 1967 الذي شارك فيه كل سلاطين الجنوب العربي والأمم المتحدة .. حيث تم اتفاق معين حول وضع الجنوب العربي شاركت فيه الدول الخمس الكبرى وأحزاب شيوعية في أمريكا اللاتينية وأفريقيا والشرق الأوسط وبموجبه وقع الاختيار على الجبهة القومية مستقرا الرأي على اعتمار الشرعية الثورية لاستقلال الجنوب العربي وتم الاعتراف بالجبهة القومية كممثل للجنوب العربي والتفاوض معها في جنيف بين الوفد البريطاني ووفد الجبهة القومية خلال الفترة من 22 نوفمبرالى29نوفمبر1967 وفيها تم الاتفاق على نقاط إخلاء المسؤولية البريطانية عن الجنوب العربي وتسليمها للجبهة القومية اعتبارا من يوم30نوفمبر1967 يوم الاستقلال واعلان قيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وحجب وثيقة الاستقلال عنها والاكتفاء بالنقاط المتفق عليها بين الوفدين في جنيف .. وجاء إعلان الوحدة خارج إطار الشرعية الشعبية والدولية وفي 22مايو1990 بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في نفس العام وبعد صعود الصين الشعبية بدلا من الصين الوطنية كدولة عظمى عام1973..وجاءت حرب الشمال على الجنوب في 27 ابريل1994 والتي أنهت الوحدة وفق ميثاق الأمم المتحدة وعهودها الدولية وتحولت الحالة إلى احتلال وفي عام 2011 انهارت الدولة المنتصرة في الشمال وفي 2015 تم وضع الشمال والجنوب تحت الوصاية الدولية بموجب القرار 2216 وهنا تساوت( البقر في الزريبة) مع الأخذ في الاعتبار أن دهاء الشماليين وضغوطهم على السعودية قد سجل نقطة مؤقتة لصالحهم ضد الجنوب وذلك سر دورهم على العمل القوي لتمزيق وحدة الصف الجنوبي وتفريخ المكونات الجنوبية وحصار شعب الجنوب وتحميل مسئولية ذلك للمجلس الانتقالي الجنوبي الممثل اسما بنصف الحكومة وفي الواقع أربع حقائب تم إغراقها في مستنقع الفساد المدعوم خارجيا..
ويدرك الشماليون أن أملهم ضعيف ولكن يراهنوا على إنهاء المجلس الانتقالي الجنوبي وترك الجنوب (في حالة الفراغ القيادي المنظم ) دون ممثل ليقدموا انموذجهم لممثل هم من يصنعه ويامره و لهذا يكرسوا جهودهم لإعادة بعث عفاش ونجله والعمل على رفع العقوبات الأممية على العميد أحمد علي عبدالله صالح لكن يبقى البعد الدولي الأكثر تأثيرا إلى جانب صمود شعب الجنوب بالتمسك بمفوضه الاخ اللواء/عيدروس بن قاسم الزبيدي والمجلس الانتقالي الجنوبي المخترق من الأحزاب اليمنية والفساد ..
ومن هذا كله يتضح أن ليس بمقدور اي شمالي أو جنوبي أن يحدد زمن حل هذه القضية الجنوبية المرتبطة بملفات أخرى في المنطقة ومنها ملف توريث الحكم في الشمال الذي أمسىى بيد أنصار الله والذي مابرح الصراع فيه محتدما منذ انقلاب 1962 وحتى اللحظة وفي مساحة الانتظار يضغط الشماليون بكل قوة على إنهاء الانتقالي الجنوبي كواجهة تمثل الجنوب مستفيدين من موقف السعودية الواقع تحت تأثيرهم المنطلق من صنعاء وعدن ومأرب والمخاء وحيل طربال تعز.
الباحث/ علي محمد السليماني