خلال الأعوام 2011 - 2014، شهدت المحافظات اليمنية الجنوبية انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي، وتبادل طرفا الصراع (حينها)، الإخوان وحزب علي عبدالله صالح، الاتهامات حول مسؤولية تلك الانقطاعات.
ظهرت حينها شخصية وهمية باسم "كلفوت" اخترعتها وسائل الإعلام اليمنية، واتُهمت بقطع التيار الكهربائي.
تحولت "كلفوت" إلى حكاية شعبية، بينما وجهت الحكومة الموالية للإخوان اتهامات صريحة لحزب صالح بالوقوف وراء الأزمة،
وردّ الحزب باتهام الإخوان بأنهم السبب في كل تلك الأزمات.
استمرت الاتهامات المتبادلة حتى مايو 2014، عندما كشف الصحفي محمد عايش، رئيس تحرير صحيفة الأولى اليمنية، عن سرّ انقطاع التيار الكهربائي.
نشر عايش وثائق رسمية تُظهر استيراد نجل وزير الكهرباء في ذلك الوقت، صالح سميع، لمولدات كهربائية، في ظلّ أزمة كهرباء حادة كانت تعاني منها البلاد.
أظهرت الوثائق أنّ شحنة المولدات تمّ تخليصها جمركيًا باسم ياسر صالح حسن صالح سميع، مالك شركة "السنونو للمقاولات والاستشارات الهندسية".
الأمر المُثير للسخرية أنّ شركة "السنونو للديكور" - ومقرّها صنعاء - تعمل في مجال الهندسة الديكورية للبيوت والبنايات، أي لا علاقة لها بالأعمال الكهربائية.
ارتفعت حينها الأصوات المطالبة بإقالة صالح سميع، لكن بدلًا من محاكمته، أقامت له الحكومة الإخوانية في صنعاء "حفلاً كبيراً لم يحدث مع أي مسؤول يتمّ إقالته من منصبه".
اليوم، ونحن نعيش أزمة كهرباء فوقها أزمة أخلاق وقيم إنسانية في عدن، لا نستبعد أن يكون "رشاد كلفوت" أو أحد أولاده يعمل في تجارة "الطاقة البديلة"، خاصةً وأنّ الصيف فرصة مؤكدة للربح.
ما دفعني للتساؤل هو الضخّ الإعلامي الكبير لزبائن مائدة "رشاد كلفوت الرمضانية"، الذين حضروا على مائدته في إحدى ليالي رمضان.
للأسف الشديد، تعاني عدن من أزمة أخلاق قبل أزمة كهرباء، أزمة أخلاق لمستثمرين في "معاناة الناس"، من خلال محاولتهم حرف مسار الأزمة عن المسؤول الأول "رشاد العليمي".
أنا لا أدافع عن المجلس الانتقالي الجنوبي، ولكن أسأل: من المسؤول عن معالجة أزمة الكهرباء؟ هل هو المجلس الانتقالي أم مجلس القيادة الرئاسي؟
إذا كان المجلس الانتقالي هو المسؤول، فما الذي يدفع رشاد العليمي للبقاء في قصر معاشيق؟
المسألة لا تقبل التحليل ولا التنظير ولا رمي الاتهامات جزافًا، المسؤول الأول عن كل أزمة هو "الرئيس رشاد العليمي"، وإلا لماذا اختارته "السعودية" أن يكون رئيسا لمجلس القيادة الرئاسي، اذا كان "الزبائن"، يرمون الاتهامات بعيدا عن المسؤول الأول.
إما أن يتحمل المسؤولية، وإما أن يعود من حيث أتى.
وسوف نجلد جميعًا المجلس الانتقالي الجنوبي إذا لم يعالج المشكلة بشكل جذري.
وأهمس في أذن كل من يحاول وضع رشاد كلفوت خارج قفص الاتهام: أنت شريك في هذه الأزمة".
والله المستعان.
#صالح_أبوعوذل