خمس حقائق بين اليمن والجنوب

في ظل حملات المغالطة والتدليس والمراهنة على الجهل وضعف الذاكرة...نحتاج إلى تأكيد عدد من  الحقائق البديهية التي افرزتها حرب 2015م.

الحقيقة الأولى: أن تخاذل وتواطؤ أحزاب الشمال وعلى رأسها المؤتمر والإصلاح في مقاومة تمدد الحوثيين انطلاقا من صعدة مرورا بعمران وحتى السيطرة على صنعاء والانقلاب على الرئيس الذين دعموه انتخابيا "كمحلل" لفترة انتقالية، كانوا يعتقدون أنها قصيرة،وأن هذا التخاذل بل والتماهي والتحالف بين الحوثيين والمؤتمر فرع عفاش (قبل أن يغدروا به) هو الذي أغرى الحوثيين وشجعهم للتوجه لتكريس احتلال الجنوب والقضاء على حراكه المطالب صراحة منذ 2007م باستعادة دولة الجنوب.

الحقيقة الثانية: أن الحوثيين اعتمدوا في حربهم ضد الجنوب على الجيش "اليمني" والحرس الجمهوري الذي كان قد رمى بثقله الأكبر للتمركز وعسكرة الحياة في الجنوب منذ 1994/7/7.

الحقيقة الثالثة: أن الجنوبيين قاوموا الغزو الحوثي العفاشي اليمني تحت راية الجنوب واضعين  ومحددين ومعلنيين هدفهم صراحة للتحالف وللشرعية، وهو تحرير الجنوب واستقلاله.

الحقيقة الرابعة: أن التحالف العربي الذي قدم دعما سخيا لكل من الجنوب والشمال، لم يجد من يقاوم الحوثيين بمصداقية غير الجنوبيين وبعض قبائل مأرب الذين احتضنوا الجيش "الوطني" الذي سيطر عليه حزب الإصلاح وكذلك فعل مع مقاومة تعز، ومن حينها لم يستطع هذا الجيش وتلك "المقاومات" حتى الحفاظ على المناطق التي كانت تحت يديه في مأرب والجوف وأجزاء من صنعاء والبيضاء وحجة.

الحقيقة الخامسة: أن الجنوبيين التزموا للتحالف بدعم مقاومة الشمال وحرروا فعلا مناطق عدة بالشمال ووصلوا إلى قلب مدينة الحديدة ومشارف صعدة...لكن سياسات احزاب الشمال لم تكن موجهة لتحرير الشمال، بل لاستعادة احتلال الجنوب ولو باصطفافهم خلف الحوثي.

وهناك عشرات الحقائق وما خفي كان أعظم سنشير اليها في الوقت المناسب إن شاء الله.