حرب إسرائيل على غزة الشغل الشاغل للعرب كبيرهم وصغيرهم حرهم وعبدهم شريفهم وعميلهم.
الكل متفرجون منهم من يحترق قلبه عندما يرى أشلاء الأطفال الممزقة ويلعن أمريكا وإسرائيل وصهاينة العرب، ومنهم من يسب حماس الاخونجيه ومؤامرتها المفترضة على الأمة.
كل هؤلاء لم يغيروا شيئا على الواقع في غزة والضفة، إسرائيل تقتل الفلسطينيين بالسلاح الأمريكي وبالدعم الأوروبي والمواقف المتخاذلة للعرب.
ماعدى الحوثيون عندما اعلنوها صراحة (إعلان الحرب على إسرائيل)، استولوا على السفينة جالكسي ليدر "تجاوزا لما قيل عنها" لكنهم استولوا عليها وحولوها إلى مزار ومبرز قات وشيشة جراك ومعسل.
مع كل هذا لا نستخف بقوة إسرائيل وأمريكا في مقابل مايملكه الحوثيين من سلاح (لا وجه للمقارنة) وإسرائيل لن تسكت على ماتفعله صنعاء في جنوب البحر الأحمر وباب المندب.
لكن المؤكد أن إسرائيل وأمريكا يتجنبان الصدام المباشر مع الحوثيين! لأسباب منها موقعهم الجغرافي وشراستهم وعدم مبالاتهم بكل ما ستفعله ضدهم وليس لديهم مايخسرونه كما قال قائلهم! لا بنية تحتية ولا علوية ولا مصانع وحتى معسكراتهم خالية!! كل طقم وخمسه جنود تحت شجرة.
هؤلاء مواجتهم بجيش نظامي غير مجدية لأنهم يحاربون حرب عصابات وتمرسوا عليها خلال 9 سنوات ضد التحالف وما تبقى من جيش (للشرعية).
أمريكا قبل إسرائيل، بالتأكيد لن تسمح للحوثيين باقفال باب المندب بل قد تحتله بقواتها البحرية.
يقول البعض أن هذه سياسة تخادم بين الحوثيين وأمريكا على أن يقوم الحوثيين بمهاجمة السفن التجارية في باب المندب وتأتي أمريكا وتسيطر عليه لحماية الملاحة الدولية.!
لست مع هذا الرأي، الحوثيون لا زالوا يعيشون نشوة النصر (الافتراضية) على التحالف العربي ولا أعتقد انهم يتماهون مع أمريكا في هذا بالذات لانه يشكل خطرا جسيما عليهم في المستقبل، لأن أمريكا اذا احتلت باب المندب لن تخرج منه بسهولة.
موقف (الشر عية) والتحالف من تهديدات الحوثيين للملاحة (الإسرائيلية) موقف المتفرج الذي ليس له حول ولاقوة! لعل وعسى (يجي لها فارع من الشارع).
امريكا إلى الآن تتهم إيران بتلك الأفعال عبر أدواتها (الحوثيين) ومنها مهاجمة السفن في البحر الأحمر هذا اليوم 3 ديسمبر 2023 لكني اعتقد ان أمريكا تعرف طريق إيران جيداً لكنها تهاب ذلك كما تهاب مواجهة (مليشيات) صنعاء لأنها لاتريد إثارة عش الدبابير وليس خافيا عنا عندما منعت أمريكا وبريطانيا قوات العمالقة من دخول الحديدة كذلك الخطوط الحمراء التي وضعتها أمريكا للحفاظ على الحوثي حاكما في صنعاء. كل هذا معلوم لكن المواقف تتبدل والولاءات تتحول، أمريكا تريد من بقاء الحوثي شوكة الخاصرة للضغط على السعودية وتحافظ عليه ليس قوياً ولن تسمح بالقضاء عليه نهائياً.
اذا امتدت الحرب إلى باب المندب سيكون لذلك انعكاس خطير على الوضع المعيشي الصعب في اليمن وسيكون سبب لتفشي المجاعة، خاصة وإن الصهاينة يتوقون للسيطرة على هذا المضيق الهام طبعا بمساعدة أمريكا.
هذه مغامرة حوثية غير محسوبة كما يصفها البعض وقد يكونوا محقين في ذلك خاصة وإن اليمن مفتت ومنهار سياسيا واقتصاديا (جنازة تنتظر الدفن) وما يملكه الحوثيون من مسيرات وصواريخ لا تساوي شيئا في مقابل الآلة العسكرية الأمريكية.
لأننا عندما نذكر إسرائيل نعتبره تعبير مجازي لأن المتحكم الحقيقي في مجريات الحرب في غزة هي أمريكا.
عبدالله سعيد القروة
3 ديسمبر 2023م