برز الثعلب يوما في ثياب الواعظين
يمشى في الأرض يهدى ويسب الماكرين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لأمير الشعراء : أحمد شوقي .
نعم رحل الرئيس الراحل عفاش عن السلطة ودنياه ، وترك إرث كبير وثقيل من القوانين والأنظمة واللوائح التي تكرس الفساد والفشل في معظم القطاعات المختلفة للدولة حتى اللحظة ، وأول تلك القطاعات السلطة القضائية التي كبلت من قبل السلطة التشريعية .
لن تستطيع مقاضاة أو مساءلة أي مسؤول أو قائد رفيع المستوى الا بعد المرور بإجراءات قانونية وتشريعية تعقيدية صعبة ومستحيلة للغاية ( وهذا ما شجع الفساد حتى أصبح ظاهرة ومهرجان كرنفالي كبير اليوم ) ، ومن تلك الإجراءات الواجب إتخاذها فورا تشريع قانون الحسبة كباقي الدول العربية ورفع الحصانة واستحداث محكمة تختص بالنظر بهكذا قضايا في عدن ( المحكمة حاليا بصنعاء ) ، من يذهب بهم إلى نيابة الأموال العامة من قبل الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة هم صغار المسؤولين والموظفين ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما هلك الذين قبلَكم ، أنهم كانوا إذا سرق فيهمُ الشريفُ تركوه ، وإذا سرق فيهمُ الضعيفُ أقاموا عليه الحدَّ ، وأيمُ اللهِ لو أن فاطمةَ بنتَ محمدٍ سرقتْ لقطعتُ يدَها .
ترفع التقارير ونتائج التحقيقات من قبل الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة لرئيس الجمهورية ( رئيس مجلس القيادة الرئاسي حاليآ ) ورئيس مجلس الوزراء ( إذا غريمك القاضي ) ، وهناك تحفظ تلك التقارير والتحقيقات وتستمر حكاية تعاظم الفاسدين والفاشلين ، ويزدادون ضراوة وشراسة في بطشهم وظلمهم وفسادهم ( هذا ما يحدث اليوم ) .
لهذا نطالب مجلس النواب بعقد جلسة طارئة لتعديل قانون حماية كبار المسؤولين والقادة ورفع الحصانة عنهم من قبل النيابة العامة ( أو أن يتخذ المجلس الإنتقالي الجنوبي هكذا قرار أحادي لمصلحة الوطن والمواطن وإستقرارهما ) ، دون الرجوع لمجلس النواب في حال ثبوت تورطهم بفساد ونهب للمال العام ، والسماح للجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة بتحويل نتائج تلك التحقيقات إلى نيابة الأموال العامة والنيابة الجزائية التخصصية مباشرة وفقا لنوع وحجم المال المختلس والضرر .
مليشيات الحوثي بصنعاء سخرت أدوات الرئيس الراحل عفاش في خدمة مشروعها فقط، وعدلت القوانين والأنظمة واللوائح لخدمة أهدافها ، حتى مجلس نواب صنعاء التشريعي بات أحد أهم أدوات مليشيات الحوثي في تشريع القوانين على مقاس المشروع السلالي ، هنا يظهر الوجه الحقيقي الواقعي للجنوبيين سياسيين وقادة وزعماء بأنهم لا حولة لهم ولا قوة بعقر دارهم ، لم يتغير شيء في جنوب اليمن بل إزداد الأمر سوء في جميع القطاعات المختلفة ، إلا من مظاهر سرابية تجسد ظاهرة صوتية بعيدة كل البعد عن الواقع المأساوي الكارثي المزري .