انتهت الحرب العسكرية بين إيران والسعودية في اليمن والجنوب برعاية صينية روسية ولكنها بدأت الحرب الباردة وهي الاستراتيجية حرب قوة الردع وإثبات الوجود حرب رسم خارطة المستقبل وطمئنة الحلفاء الأوفياء حرب كسر العظم إما بإستمرار وتوسع الفوضى وهيمنة إيرانية أو بالإستقرار والنهضة والتنمية المستدامة وزعامة سعودية .
تمكين الحوثي من صنعاء والشمال وفرصه للإستقرار بسلطة القمع والبطش المرهب وعدم تحريك الأحزاب والقوى اليمنية لانصارهم في تلك المناطق بعد ثمان سنوات من الحرب يعزز هيمنة إيران في الإقليم ويقوي نفوذها وعلاقتها مع عملائها في اليمن والمنطقة العربية بشكل عام .
تمكين المجلس الإنتقالي في عدن والجنوب ومساعدته على بسط الأمن والاستقرار والتنمية وتوفير الخدمات للشعب الذي قاوم وتحرر من إحتلال أتباع إيران سوف يعزز هيبة ونفوذ السعودية والإمارات ومصداقيتهم عند محبيهم وحلفائهم وفي المنطقة والعالم .
صحيح انتهت الحرب المباشرة التي كانت بين أتباع إيران وحلفاء السعودية في اليمن والجنوب ولكنها بقيت الحرب الباردة الاستراتيجية وهي الأخطر لأنها حرب وجودية فأي استقرار وثبات للحوثي في الشمال فهو يخدم إيران للتوسع والهيمنة في المنطقة وأي انهيار وفوضى وفشل في الشمال يضعف إيران ويحجمها وينزع حتى مصداقيتها عند أتباعها الموجودين في كل الدول العربية ..
وهذا الأمر ينطبق على السعودية والإمارات في الجنوب فأي إستقرار وثبات للإنتقالي في الجنوب يخدم السعودية والإمارات للتوسع والنهضة بالمنطقة وإي إنهيار وفوضى وفشل في الجنوب سيضعف السعودية والإمارات ويحجمهما وينزع حتى مصداقيتهم عند حلفائهم الموجودين في كل الدول العربية والعالم الإسلامي .
مما سبق نستنتج أسباب التحشيدات والتصريحات الإيرانية حول حقل الدرة المملوك للسعودية والكويت في هذا التوقيت وفي الأيام القادمة سنرى بروز وهنجمة بشكل أكبر لإيران وأدواتها وستظهر أدوات إيرانية جديدة في دول أخرى وهذا هو نتاج لما آلت إليه الأمور على الواقع في صنعاء الزيدية اليمنية المتحوثة الموالية لإيران وفي عدن الجنوبية السنية المقاومة الموالية للسعودية .
الأمر الواقع على الأرض يتحدث عن قوتين مسيطرة قوة بالشمال يقودها الحوثي وتدعمهم إيران لم تستطع أي قوة شمالية أن تقاومه ولم تتحرر حتى محافظة واحدة طوال ثمان سنوات من الحرب وقوات ضاربة في الجنوب يقودها الإنتقالي وتدعمهم السعودية ويلتف حولها شعب الجنوب انتصرت على الحوثي وحررت الجنوب خلال أول سنة حرب وضمت القوات الجنوبية كل فصائل المقاومة الجنوبية وطوال سبع سنوات لم يستطع الحوثي أن يخترقها رغم محاولات الهجوم من جميع الجبهات.