قاق..!!

دنيا ، فبقدر ماتتغير الأمور ، تبقى على ماهي عليه. هكذا هي الدنيا منذ خلقها الله. لاجديد تحت الشمس ، في سنة الحياة ولاتبديل. تختلف الظواهر والمظاهر، تحت مسميات مختلفة من عصر الى عصر ومن عهد إلى عهد .لكن الجوهر واحد ، والمحصلة هي ذات المحصلة.

الناس هم الناس ، لكن الأيام دول ، بمعنى التداول، فلا دوام لحال أو مال أو منصب . فالدائم هو الله وحده. لذا يتوجب أن لا يبتئس أحد، ولا يعبس في وجه الزمان عابس .قد تقسو أحوالي وأحوالك بعض الوقت .وقد يجتمع علينا الكدر والعسر ،فتضيق بنا الأرض على رحابتها .يموت فيها من يموت ويثرى فيها من يثرى ويتسلط فيه من يتسلط. لكن أخيرا ينسدل الستار ويتغير الحال وينكشف الغطاء .ولهذا يصر الراسخون في الرياضيات ، على أن الدائرة هي أكبر الأشكال الهندسية .فهذا الشكل الهندسي بارع الدلالة كما أنه بارع الرمز أيضا. ..لماذا ياترى ؟؟ يجيبون :- لأن نقطة البداية فيها هي ذاتها نقطة النهاية .!!!!! (

نابليون بونابرت ) إستوعب هذه المعادلة منذ شبابه . فهو يدخل عائدا إلى " باريس" منتصرا بعد معركة عسكرية شهيرة ظفر فيها ...سخر هازئا من ملاحظة أبداها مرافقوه من بطانته المقربين عندما قالوا له ، لافتين انتباهه للجماهير الغفيرة وقد تجمعت تحت اقواس النصر تهتف بحياته وانتصاراته رد عليهم في عزة ساخرة :-- ( أنا لا أكترث بهذه الهتافات ولا لهذا التزلف والتملق ....فهذه الجماهير نفسها ، وأنتم معها كذلك ، لو جرى الإنقلاب علي غدا وتم إقتيادي إلى المقصلة .....سوف تهتف ضدي وتكيل لي اللعنات والشتائم .!!!!! فياله من قائد محنك عرف الدنيا وأحوالها .

*- بقلم: محمد سالم قطن