الحلقة الاولى
منذ مطلع الخمسينات بدأ مسلسل تنازع السلطة والسيطرة على الحكم بين الفئتين أعلاه في الساحة العربية ونتج عن ذلك سلسلة من الانقلابات بلغت 123 انقلابا عسكريا نجح منها 39 منها ثورة 23يوليو في مصر عام 1952م بقيادة جمال عبد الناصر التي نتج عنها تحولا جذريا على المستوى العربي تلتها انقلابات أخرى منها: انقلاب القذافي بليبيا، وانقلاب السلال باليمن، وانقلاب عبدالكريم قاسم بالعراق، وانقلاب حزب البعث بسوريا ومحاولتيْ الانقلاب اللتان شهدهما المغرب في عامي 1971و1972م .
ومن مساوئ الحكم العسكري أنه يؤدي إلى تصحّر عام في الحياة العامة السياسية والاقتصادية والفكرية والاجتماعية.. في زمن كانت بعض الدول العربية قد بدأت تنمو فيها بذور حياة ديموقراطية حقيقية، برلمانات منتخبة وصحافة مستقلة وحياة عامة حرة نسبيا.. وذلك أيام كانت مَلكية، كمصر وسوريا والعراق في الأربعينيات والخمسينيات.. فجاءت هذه الانقلابات وقضت عليها تماما.
وقد عاش وتكوّن ونبغ أكثر المفكرين والعلماء والأدباء والشعراء والروائيين.. في عهود ما قبل الانقلابات العسكرية.. لو أخذنا مصر نموذجا نكتشف أن طه حسين والعقاد ومحمد حسين هيكل ولطفي المنفلوطي وتوفيق الحكيم وأمثالهم.. نشأوا ودرسوا قبل انقلاب 1952.إن الإبداع يحتاج لجوّ من الحرية ولابدّ.. بل في تاريخنا كان المجتمع يتسامح مع المُبدعين حتى إن تمرّدوا عن ثقافته العامة.
وفي العادة العسكر قوم بلا ثقافة ولا مشروع سياسي، ذلك لأن تكوين العسكري تقني يتعلق بفنون الحرب والقتال وآلاتهما.
عانى العالم طويلا من ويلات الحكم العسكري، لكن بينما استطاعت أكثر الشعوب أن تتحرّر منه، فإن العالم الإسلامي يظل الأكثر تضررا إلى اليوم من هذا النمط القاتل من الحكم الديكتاتوري.
كان انقلاب الضباط الأحرار بقيادة جمال عبد الناصر في يوليو 1952م نقطة تحوّل مركزية في العالم العربي، إذ من نتائجه أن ظهرت سلسلة من الانقلابات –منها الناجح ومنها الفاشل- في معظم الدول العربية.
مساوئ الحكم العسكري يؤدي إلى تصحّر عام في الحياة العامة السياسية والاقتصادية والفكرية والاجتماعية.. في زمن كانت بعض الدول العربية تنمو فيها حياة ديموقراطية حقيقية، برلمانات منتخبة وصحافة مستقلة وحياة عامة حرة نسبيا.. وذلك أيام كانت مَلكية، كمصر وسوريا والعراق في الأربعينيات والخمسينيات.. فجاءت هذه الانقلابات وقضت عليها تماما.
وقد عاش وتكوّن ونبغ أكثر المفكرين والعلماء والأدباء والشعراء والروائيين.. في عهود ما قبل الانقلابات العسكرية.. لو أخذنا مصر نموذجا نكتشف أن طه حسين ومحمد حسين هيكل ولطفي المنفلوطي وتوفيق الحكيم وأمثالهم.. نشأوا ودرسوا قبل انقلاب 1952.إن الإبداع يحتاج لجوّ من الحرية ولابدّ.. بل في تاريخنا كان المجتمع يتسامح مع المُبدعين حتى إن تمرّدوا عن ثقافته العامة.وفي العادة العسكر قوم بلا ثقافة ولا مشروع سياسي، ذلك لأن تكوين العسكري تقني يتعلق بفنون الحرب والقتال وآلاتهما.
أن الحكم العسكري هو أسوأ أنواع الحكم، وأنه فساد للبلاد والعباد.. لذا واجهت أكثر شعوب العالم ظاهرة الانقلابات واستطاعتْ إنهاءها.
القوى الكبرى، أمريكا وأوربا الغربية وروسيا، وصلت إلى نتيجة مهمة هي أن أيّ حكم ديموقراطي بالعالم العربي والإسلامي حكم خطر لأنه سيحرر الشعوب وسيخدمها ويخدم مصالحها.. لذلك لكي تستمر الهيمنة الغربية والدولية على الشعوب المسلمة ينبغي إبقاءها تحت حكم عسكري، لجملة أسباب منها:
السبب الأول : أن الحكم العسكري في الغالب ضعيف لأنه لا قاعدة شعبية له.. والدول الكبرى تُحبذ التعامل مع الحكّام الضعفاء لأنهم أطوع لها وأكثر استجابة لمصالحها.
السبب الثاني : أن الحكم العسكري إذا قرّر التمرّد على هذه القوى، فإن إسقاطه يكون أيسر وأسهل، إذ يمكن تدبير انقلاب آخر، أو اغتيال الشخصية السياسية المطلوبة. وقد سارت أمريكا كثيرا في هذا الطريق في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات، فدبّرت الانقلاب على محمد مصدق بإيران، والانقلاب على سلفادور أليندي بالتشيلي.. كما تمّ اغتيالهما.
ما الحلّ، أو كيف نحافظ على الحكم المدني؟
إن الحكم العسكري - بحكم استناده إلى نخبة صغيرة- يميل دائما إلى الديكتاتورية.. إذ طبيعة الإنسان الفرد أن يطغى بسهولة، فالسلطة فتنة، وللحكم جاذبية لا تقاوم (هي جاذبية الكرسي).
لذلك توصّل علماء السياسة من قديم إلى نظرية فصل السلطات بعضها عن بعض، لأنهم لاحظوا بالاستقراء التاريخي أن تركيز السلطة في فرد أو مجموعة صغيرة يؤدي لظهور الحكم الشمولي..
بمعنى آخر أن تعميق الديموقراطية – فكرا وممارسة - هو صمام الأمان الرئيس من أيّ انحراف كبير يهدد الدولة واستقلالها .
يكذب العسكريون حين يقولون نحن جئنا لمرحلة انتقالية، كذا قالوا بعدد من الدول العربية، فإذا بهم تجاوزوا نصف قرن من التسلط على رقاب الناس وحُكمهم بالغصب...
السبب الأول أن الحكم العسكري في الغالب ضعيف لأنه لا قاعدة شعبية له.. والدول الكبرى تُحبذ التعامل مع الحكّام الضعفاء لأنهم أطوع لها وأكثر استجابة لمصالحها.
السبب الثاني أن الحكم العسكري إذا قرّر التمرّد على هذه القوى، فإن إسقاطه يكون أيسر وأسهل، إذ يمكن تدبير انقلاب آخر، أو اغتيال الشخصية السياسية المطلوبة. وقد سارت أمريكا كثيرا في هذا الطريق في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات، فدبّرت الانقلاب على محمد مصدق بإيران، والانقلاب على سلفادور أليندي بالتشيلي.. كما تمّ اغتيالهما .
والى اللقاء في الحلقة الثانية والأخيرة عن الحكم الشمولي .
د . علوي عمر بن فريد