الإرهاب الموجه سلطويا في اليمن

الإرهاب الموجَّه هو صناعة يمنية سلطوية متوارثة منذ النظام السابق ، حيث تضبط أجهزة أمن السلطة مسارات ووجهة بنادقه حيث تشاء مصالحها السياسية، يمكن ان يحدث هذا بعلم مباشر وبصناعة الأدوات مخابراتياً ، أو بالإختراق والتحكم عن بعد.

شهدنا كيف تم إبتزاز الدول الكبرى مالياً وسياسياً ، وكيف تم تقديم النظام نفسه كخط دفاع أول في مواجهة الإرهاب، وكيف يمكن أن تكون هذه المصالح الغربية في مرمى نيران القاعدة، حال تم التخلي عن رأس الحكم.

هو ذات الشيء وذات الورقة في إدارة الصراع مع الجنوب يحدث الآن ، بتصدير للخارج صورة ذهنية محمولة على العربات المفخخة، بأن الجنوب حاضنة عنف وأراضيه مسرح عمليات وكمائن ، وأن منحه كياناً مستقلاً يعني إضطراباً أمنياً على مستوى المنطقة، يشتغل الإخوان والحوثي على هذه الجزئية المميتة سياسياً ، لإجهاض مشروع الخلاص من هيمنة إثنينهما معاً.

هذا الضخ للإرهاب الممول يؤكد أنه إرهاب سياسي ، وموجه من خصوم الإنتقالي على الضفتين الشركاء في الرئاسي والخصوم في صنعاء ، والهدف الذي يجمع عليه الطرفان، إبقاء الجنوب بكل ثرواته ملكية خاصة للمركز أياً كان إسمه ، وأن الحوثي والإخوان يتفقان على نقطة واحدة تمويل الإرهاب وتوطينه وجعله جنوباً خارج السيطرة.

في معركة السياسة ضد الجنوب ، لا يخلو الأمر من تسويق كثير من العنف وإرهاب البارود ، حيث صمتت بنادق العنف في مناطق حكم الحوثي والإخوان، وبقيت مطلقة السراح بكامل حيويتها التدميرية في المناطق المحررة.

فرض جنوب آمن لايهدد المصالح الدولية ، يبقى ورقة حاسمة مفيدة وجيدة التوظيف على طاولة التفاوض.

*- خالد سلمان

.