الحرب التي اشتعلت فجأة في السودان المطل على البحر الاحمر مع اقتراب موعد افتراضي لتوقيع إطار لسلام ومفاوضات لحل مشاكل اليمن تثير الكثير من علامات الاستفهام والمخاوف وتأسس لصراعات مستدامة بهدف استنزاف القدرات العربية وإدخالها في دوامة صدام الأطماع التوسعية مع احتمالات امتداد تلك الحروب إلى كل دول حوض البحر الاحمر.
أن (قضية جنوب البحر) تشكل بؤرة خطيرة على مجمل أوضاع المنطقة بسبب وجود الفراغ السياسي والامني وحروب الوحدة اليمنية منذ 1994 و2015 وتجاهل العرب لتلك القضية المهمة للأمن القومي العربي وتوسع التجاهل إلى التحالفات التي تتخلق ارهاصاتها بين اليمن ودول في المنطقة باستهداف مباشر والتفاف لتغيير الواقع السياسي كشرط يمني لإفساح المجال بخروج بأقل كلفة كثمن مستحق تراه كل الأطراف اليمنية شرعية وحوثية مستغلة التخبط السياسي واليأس ورغبة مستعجلة بالخروج على حساب موقع جنوب البحر الاحمر نتجت عن الشعور بالعجز بعدم تحقيق أي نجاح بعد ثماني سنوات حرب في إعادة لشرعية وفق قرار مجلس الأمن الدولي 2216 مما دفع بالاطراف البحث عن الحلول خارج ماتعارف عليه في بيانات الدول والقرار المذكور والمرجعيات الثلاث.
وبدون شك فإن الهروب من تلك المرجعيات سيما القرار 2216 والبحث عن حلول بعيدا عنها يوقع الهاربين في مطبات وحفر عميقة أكثر خطورة ومشقة. بل وقد تستدعي حروب البحر الاحمر تدخل أطراف أخرى توجد لها دعاوي (خافتة) بحقوق تاريخية منذ الغزو الحبشي لليمن وبعض جزر البحر الاحمر العربية منذ القرن الخامس الميلادي.
ان جهود العرب لاتصب في مصلحة أمن بلدانهم ومعالجة القضايا بطرق صحيحة وصادقة أكثر مما هي حروب (عبثية) بدون أهداف واضحة ومحددة أثقلت العرب.
فهل حروب الفقراء تمتد إلى الأغنياء في المنطقة وتشكل كارثة عربية مماثلة لكارثة ملوك الطوائف في الأندلس ؟
وإجابة السؤال يمكن ايجازها عبر مايخطط له في جنوب البحر الاحمر خيرا ام شرا والأيام القادمة كفيلة بتوضيح ماخفي.
الباحث/ علي محمد السليماني
21ابريل2023
عيد سعيد وكل عام وانتم بخير