من قراءة المشهد في الجهوية اليمانية وفي المنطقة عموما ينسدح عنوان هذه التناولة ورغم أن الأطراف المباشرة في الصراع الدائر منذ ثماني سنوات خلت متفائلة وتكثر الحديث عن اقترابها من توقيع سلام يتوقع أن يكون ليلة السابع والعشرين من رمضان الجاري في مكة المكرمة ووحده الطرف الجنوبي الذي يبدو مصيره يكتنفه الغموض مع أن لا قضية في اليمن غير قضية الجنوب العربي وفشل الوحدة ورفض كل الأطراف اليمنية الاعتراف بحق شعب الجنوب في استعادة استقلاله وسيادته وقيام دولته العربية الجنوبية الفيدرالية وستزيد تعنتا تلك الاطراف بموقف إيران الطامعة في توظيف موقع الجنوب العربي في صراعاتها الإقليمية والدولية بحكم أن اربع عواصم عربية باتت تدين بالولاء لها ولاديولوجيتها والعاصمة الخامسة التي عجزت عن السيطرة عليها عام 2015 باتت قبضتها عليها كما تظن قاب قوسين أو أدني بالسلام المنشود.
غير أن الموقف الدولي الحذر تجاه خطوات التقارب السعودي الايراني المتسارعة وموقع الجنوب العربي الاستراتيجي وأهميته للملاحة الدولية في البحر العربي ومضيق باب المندب يهم مختلف دول العالم ومنها الدول الكبرى والسيطرة عليه من قبل حلفاء إيران إلى جانب مضيق هرمز وملف إيران النووي وعلاقاتها المتوترة مع دول الغرب ووجود بحرية التحالف الدولي لمكافحة الارهاب والقاعدة وشراكة دولة الإمارات العربية المتحدة التي خرجت من التحالف العربي بطلب السعودية منذ 2019 ولكن ظل لها تواجد محدود بتكليف من دول التحالف الدولي لمكافحة الارهاب ولن تنسحب ولن تقبل المطالب بالانسحاب. للقوات الأجنبية ( المقصود التحالف العربي) كما تطالب الأطراف اليمنية عبر الحوثيين بانسحاب القوات الأجنبية وهو طلب مشابه لنفس مطالب إيران بانسحاب القوات الأجنبية من منطقة الخليج العربي كما أن القوات الجنوبية هي الأخرى تعد شريكة للتحالف الدولي في مكافحة الارهاب والقاعدة إلى جانب احتمالات انسحاب المجلس الانتقالي من المجلس الرئاسي ومن العملية السياسية كل ذلك يجعل المشهد أكثر تعقيدا من اي يوم مضى وهو مايهدد بنسف عملية الجهود الساعية لإيجاد حل سياسي في اليمن الذي ليس فيه قضية غير قضية الجنوب التي ترفضها وترفض حل العود للدولتين كل الأطراف اليمنية غير أن الأمر يتوقف على أنصار الله الحوثيين وإيران فإن موقفهما من استكمال فك الارتباط كما يطالب شعب الجنوب ومجلسه الانتقالي الجنوبي سيحدد جديتهم وجدية إيران في السلام الذي يبدو أنه مازال حلما.
الباحث/ علي محمد السليماني
15ابريل2023