ظلت الصراعات والحروب بين مختلف الاعراق سيما العرب منذ عهد الوالي الفارسي باذان حيث كانت الاعاجم تأخذ نساء العرب وتتملك أراضيهم وتجبرهم للعمل عمال (سخرة ) في أرضهم التي انتزعتها الاعاجم وفي منتصف القرن الثاني الهجري قام الإمام الحميري الجنوبي "علي بن الفضل الخنفري" بقيادة جيش من الجنوب لتحرير عرب تلك (الهضبة من ارض كهلان) ودانت له كل صنعاء وماجاورها وتعز واتخذ من مذيخرة عاصمة وأصدر قراراته الشهيرة بإلزام كل عجمي أن يرد ارض العربي وكل عجمي متزوج عربية بتطليقها.
واستمر الحال هكذا 30سنة وتم اغتيال الامام الثائر "علي بن الفضل" وعاد الصراع مجددا ولم يخمده غير الامام الهادي الرسي الذي قدم من منطقة الرس (حاليا بالسعودية) في نهاية القرن الثالث الهجري ووقف عن كثب على حجم المشكلة ووجد أن كل عرقية تسعى للتفوق على بقية العرقيات بمافيها عرقية أصحاب الأرض العرب..
من هنا استخدم في الحل القاسم المشترك (الدين) فكل تلك العرقيات اسلم نيابة عنها باذان في رسالة مشروطة بعثها للنبي عليه افضل الصلاة والسلام . فقرر أن تكون الإمامة (للبطنين في سبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم) ووضع لها 13شرطا حاكما للعلاقة بين كل تلك الاعراق.. وهنا تتجلى عبقرية السيد الرسي الذي وضع الحكم بيد العرب بطريقة غير مباشرة موظفا الدين وبهذا الحل ساد السلام تلك الربوع العربية التي عرفت لاحقا باليمن السياسي 1200سنة حتى جاء انقلاب 1962 وأوجد بدل المشكلة مشاكل وبدل الامام ائمة جهلة بدون شروط الإمامة ..
والحل حاليا في العربية اليمنية قائم .. وفي جارها الجنوب العربي قائم ولابد من احترام إرادة الشعوب وكرامتها وحقوقها وموروثها الثقافي والعقائدي.
الباحث/ علي محمد السليماني
12ابريل2023