البعض يخلط الأوراق ويعتسفها لمصلحته الشخصية ولإرضاء اسيادة في الجمهورية العربية اليمنية.
فهناك فرق كبير بين الجنوب العربي كوطن وبين اتحاد الجنوب العربي كنظام.. الأنظمة متغيرة والوطن ثابت .. والجنوب العربي جاء استقلاله في البند رقم 1 في اتفاقيات مفاوضات جنيف حول استقلال الجنوب العربي كوطن والجبهة القومية اقامت حكومتها باسم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية على رقعة جغرافية الجنوب العربي وجزره ومياهه الإقليمية لكن طبعا بالناقص في مساحته التي حددتها الرابطة كما هي على الواقع أمام اللجنة الرابعة وأما الجمعية العامة للأمم المتحدة 112 الف ميل مربع تقريبا360الف كيلو متر مربع زائد مساحة الجزر ممتدة من شرق الجنوب العربي الى غربه ومن بحرة العربي وخليج عدن جنوبا إلى السعودية واليمن شمالا..
والعلم السابق علم اتحاد الجنوب العربي والعلم الحالي علم دولة استقلال الجنوب العربي التي كانت عضوا في الأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وغيرها من المنظمات والوكالات الدولية.. مع تسليمي أن بعض بقايا النظام الجنوبي السابق الذي كان الاداة (ليمننة) الجنوب العربي ما زالوا (يتزلفون بالهوية اليمنية) موظفين الجنوب العربي لمصالحهم الشخصية منها المناصب والوظائف التي مازال قرارها بيد قيادة الجمهورية العربية اليمنية وربما أن البعض منهم لم يتلقى بعد تعليمات جديدة من القوى(الخفية التي يمننت الجنوب العربي وليس لغير ذلك.
وأود أن أشير إلى بعض المعلومات حول الوضع الذي كان سائدا في الجنوب منذ 30 نوفمبر1967 ان الاستقلال لم يكن بوثيقة استقلال أسوة باستقلال البلدان المماثلة في العالم الذي يكون في الأعراف الدولية أن يتم تأسيس حكومة رعاية مؤقتة من القوى الوطنية تعد دستور دائم للبلاد يتم الاستفتاء الشعبي عليه ثم تجرى انتخابات حرة بإشراف الأمم المتحدة تنبثق عن هذه الانتخابات حكومة منتخبة ممثلة للشعب..
هذه الحكومة تقوم بالمفاوضات مع الدولة الاستعمارية حول المسائل الفنية وخرائط البلد وجزره ومعاهداته وحقوقه وتعويضاته ويتم تحديد يوم الاستقلال الذي يحضره مسئول كبير من الدولة الاستعمارية يقوم بانزال علم بلاده ورفع علم الدولة المستقلة ثم يقوم بتسليم وثيقة الاستقلال التي تشتمل إضافة على ماذكرته آنفا ملحق مرفق به خرائط لشبكة الكهرباء والمياه والصرف الصحي والهاتف.
وقد شاهدنا كيف تصرف بريمر في العراق عندما أرادت أن تنسحب امريكا منه لم تجد وسيلة لإخلاء مسئولياتها عن العراق غير الاعتراف أنها دولة احتلال وفقا للقانون الدولي للخروج منه فاعترفت الولايات المتحدة الأمريكية أنها دولة احتلال ثم دعا بريمير الكتل السياسية العراقية الى تشكيل حكومة مؤقتة وقامت هذه الحكومة المكونة من كل الكتل السياسية بإعداد دستور ثم دعت الشعب العراقي للاستفتاء عليه وبعد ذلك دعت لانتخابات شعبية ديمقراطية نتج عنها حكومة لشرعية شعبية ودستورية تسلمت بلدها وغادر بريمر العراق وانسحبت قوات أميركا.
لكن الذي حدث غير هذا تماما في استقلال الجنوب العربي رغم أن قرارات الأمم المتحدة حول استقلاله كانت تقضي باتباع تلك الخطوات القانونية ..لذا عزفت حاملة الطائرات البريطانية التي غادرت عدن يوم 29نوفمبر موسيقى حزينة بعنوان (شيء يجرى غير المعتاد).. وألف السياسي الجنوبي الراحل عبده حسين الاهدل كتاب باسم اليمن الجنوبي والاستقلال الضائع وقد حظيت بلقائه مرة وسالته لماذا أسماه الاستقلال الضائع؟ فقال واين وثيقة الاستقلال؟.
لقد جاء الاستقلال حسب التفاهم الدولي بين مخابرات بريطانيا وامريكا وفرنسا والاتحاد السوفيتي والصين الوطنية (الصين الشعبية) لم تكن عضوا في مجلس الأمن الدولي بعد حتى عام1973 على صيغة معقدة لاستقلال الجنوب العربي وهذا التفاهم وضع الجنوب العربي قيد النظر والملاحظة تحت وصاية اليمن واشراف لجنة دائمة ولجنة عامة كانت تشرف باسم الأممية والاشتراكية على وضع (جنوب اليمن) الجنوب العربي حتى أوصلته إلى الحالة التي هو عليها حاليا وسيظل الجنوب العربي موضوع تجاذب وسيظل الطفيليين والانتهازيين يسمسرون به مع صنعاء من أجل منصب أو وظيفة متزلفين (باليمننة) لتحقيق مصالحهم الشخصية أو أن تعليمات أسيادهم في الخارج لم تامرهم بعد وليس لغير ذلك.
الباحث /علي محمد السليماني