إذا عرفنا أن قضية الجنوب هي قضية الاحتلال الذي لا يزال واقع على دولة الجنوب المحتلة منذ 7 يوليو 1994 من قبل نظام صنعاء، وهو الاحتلال الذي تم بمختلف وسائل الحرب ضد شعب الجنوب......
فهل للاحتلال حل غير الحل المتعارف عليه في العالم، وهو التحرير الشامل -للأرض وللمجتمع- من عناصر الاحتلال ومن ثم استعادة استقلال الدولة المحتلة بمساعدة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بحسب القانون الدولي؟!.
وما هي أطراف قضية الجنوب إذن؟!
طالما الحرب كانت بين دولتين لم تتحقق الوحدة بينهما بأي شكل، وطالما احتلال دولة الجنوب قد تم بقوة الحرب من قبل دولة اليمن الشمالية، فالطرف الأول في القضية هو اليمن الشمالية، والطرف الثاني هو اليمن الجنوبية.
وكون الحل المتعارف عليه لإنهاء احتلال دولة لأخرى يشترط تحريراً شاملاً للأرض والمجتمع من كافة عناصر الإحتلال، ولكون أي وسيط خارجي -مهما كانت قوة قناعته بهذا الحل- لا يمكنه المساعدة في مسألة الاستقلال قبل اشباع هذا الشرط،
فإنه لا يمكن الحديث عنه الاستقلال الذي قد يُنتظر أن تدعمه أي دولة إلا بعد اكتمال عملية التحرير عسكرياً واقتصادياً ومالياً..
وأن تحرير الوطن من الاحتلال الذي تم بالقوة لا يمكن إنجازه عسكرياً إلا بوسائل القوة نفسها!.
ولكون المعاناة من الاحتلال اليمن الشمالية تشمل كافة أفراد الشعب الجنوبي، فالشعب لن نقبل بأن يحتال أي جنوبي على حقيقة أن قضية الجنوب هي "قضية الاحتلال" بكل ما له من تداعيات، بالإضافة إلى الحرب العدوانية على شعب الجنوب ببشاعتها وبكل ضحاياها ونتائجها وتداعياتها المستمرة حتى الساعة.
.د عبيد البري