من الأمثال الشعبية الشائعة في عدن "شغل جبالية"، وهو مثل يطلق على قليل الأصل الذي لم يوف بما ألتزم به، أو الشخص الذي لا تحكمه اخلاق ومبادئ وقيم، ومصلحته "فوق كل شيء"، ولو كان في ذلك ضرر لأهله.
لم أدر من أين جاءت "قصة هذا المثل الشعبي الرائج جداً في العاصمة عدن وربما معظم مدن الجنوب"، ولكن هو يندرج ويستخدم في أطار الابتزاز الذي يمارسه "البعض" ضد مسؤول او مؤسسة حكومية للحصول على الفتات، وكله "شغل جبالية".
ولكن ما اريد قوله هنا، هو لماذا تأتي تهم الفساد لأي مسؤول أو مؤسسة، الا بعد ان يتعرض الموظف للمحاسبة او الإيقاف، يذهب يسوق تلك التهمة التي وأن كانت صحيحة "انهم مسؤولون فاسدون"، فالاتهام الذي يسوقه هذا الشخص أو ذاك ضد المؤسسة التي هو موظف فيها بلا شك "سيكون مردود عليه"، واي تهم قد يوردها سيقول عليها "هذه مسوي فيها شغل جبالية".
ندرك أن الوظيفة حق لكل شاب لإعالة أسرته، لكن ممارسة الابتزاز وشغل الجبالية من باب "نحن من قاتلنا الحوثيين"، فلا يعني توظيفك أنك نجحت في المرة الأولى بالاتزاز، وتعتقد ان ممارسة الابتزاز مرة أخرى، فالجميع يعرف انك حين قرعت الحرب طبولها، هربت على القرية، واتخذت طريقا في رحلة مكوكية من عدن مرورا بالحوطة والحبيلين والضالع وإب إلى أن وصلت القرية، وبعد تحرير عدن، عاد برحلة لا أود ان اذكر تفاصيلها الآن.
من الأشياء القبيحة في هذا اليمن وهي ثقافة دخيلة على عدن المدينة المدنية بأهلها الشرفاء الاوفياء الانقياء، فلو ان عدنيا يمارس الابتزاز، لما حصل مثل "شغل جبالية"، على هذا الانتشار، فهو يأتي من ثقافة الدحبشة التي جسدها الفنان اليمني العظيم أدم سيف، في مسلسل "دحباش".
الآلاف من أبناء عدن الذين قاتلوا الحوثي واستبسلوا في معركة الدفاع عن عدن، لم يحصلوا على حقهم في الوظيفة، بمعنى أدق انه لم يحصل أحد من الذين قاتلوا الحوثيين على 1 % من الذي حصلت عليه من المؤسسة الاقتصادية التي تقول ان مديرها "فاسد"، وانت بنفسك قلت فيه معلقة لم يقلها "أي مطبل لأي مسؤول"، لقد أرهقت المطبلين كثيراً، وأنت تذكر تلك الإنجازات العملاقة، لكن لم تشير إلى الدعم الكبير الذي دخل جيبك ليلة (....)، وهو أيضا من الإنجازات الكبيرة، فالهبات التي حصلت عليها كبيرة جدا لم يحصل عليها أي مطبل أخر.
قليل من الخجل يا هؤلاء، فالوضع لا يحتمل قبحكم ونذالتكم وحقارتكم وتفاهتكم.
نحن لسنا في حاجة لنسمع دوشتكم وكلامكم القبيح، فمرة تمدحون ومرة تشتمون، كفو قبحكم لأنفسكم، فنحن لا نريد نرى تطبيلكم ولا شتمكم وألفاظكم القبـ.ــيحة التي تكشف ان مدرسة الابتزاز واحدة، وان ثقافة الدحبشة أصبحت متوارثة، والله يعين الجنوب مستقبلا ويحفظ عدن وأهلها من "شغل الجبالية".
صالح ابو عوذل