المعضلة الجنوبية و اليمنية تقع في صراع محلي ضمن صراع إقليمي ضمن صراع دولي ، وهي صراعات تحوي تقلبات كثيرة وحسابات تختلف بتطور أي مرحلة من مراحل الصراع ، لذا فدوما يعاني المراقب من قفزات لربما يراها غير منطقية ما لم يأخذ بتطورات الصراع إقليمياً ودولياً كمثال ( الوفاق السعودي الانتقالي ثم الانتقال الى النزاع الحالي في أقل من بضعة أشهر ) و هنا نحاول أن نستعرض آخر قفزات هذا الصراع بحسب ما نجتهد في فهمه .
..............................................
قصف ميناء الضبة – إيقاف رواتب المقاتلين - قوات درع الوطن - فتح ميناء الحديدة - تصريحات العليمي ...... خطوات متسارعة لأقدام نعرفها .... وعدم الربط بين هذه الاحداث المتوالية أمر يصعب فعله .
(لا يشكل العليمي أي خطورة فهو لا يملك حاضنة قوية في موطنه ولا في عدن ولا حتى في حزبه ) هذا الرأي يتبناه بعض المراقبين ، وهو رأي لربما يصدق قبل التطورات الأخيرة المتلاحقة والهدنة التي تحاول جهات في التحالف فرضها جبراً ، فالعليمي اليوم يستند إلى طرف قوي في التحالف ، إضافة إلى ما يسمى بقوات درع الوطن ، وموقف سلفي في المجلس مقلق وضبابي لدى البعض .
تصريحات العليمي الأخيرة سواء اعتذر أو لم يعتذر فقد أدت دورها ، فثمة رسائل متبادلة تم إيصالها من قبل طرفي النزاع إلى بعضهم بعضاً ، و ما يظهر للمراقب أن ثمة صراع كسر عظم بين الانتقالي وبين الجانب السعودي وأدواته لفرض الهدنة ذات الشروط المجحفة بحق الجنوبيين ، جانب يسعى لفرض الهدنة وبتأييد أطراف شمالية لا يعني لها الأمر شيئاً ،ولا يشكل إحراجاً أو تبعات ، بل و لربما تستفيد منه إضعاف شريكهم الجنوبي ، وجانب آخر ( المجلس الانتقالي ) قد تمثل عملية إمرار الهدنة له إحراجاً سياسياً واقتصادياً بالغاً .
........................................................
ما الذي يمتلكه الانتقالي لمواجهة التطورات :
سياسياً يمكن للمجلس الرئاسي إمرار الهدنة بينما يعلن المجلس الانتقالي رفضها ثم يمارس الرفض سياسيا ، لكن آثر المجلس الانتقالي اختيار الخيار الأصعب وهو رفض هذه الهدنة ، وهو أمر يحسب له شعبياً برغم ما يسببه له من صعوبات إضافة إلى الموجودة أصلاً ( قتال التنظيمات – جهود حزب الإصلاح – الإشكالية الاقتصادية – رواتب المقاتلين ) .
.......................................
فما الخيارات التي يمتلكها المجلس الانتقالي لإدارة الصراع حالياً ..... بغض النظر عن الشريك القوي الذي يتكئ عليه المجلس الانتقالي واستفادته من خلاف لا يراد الحديث عنه بين طرفي التحالف ، فالانتقالي اتجه إلى خياري ( الإدارة الذاتية – و تشكيل وفد جنوبي للتفاوض ) كورقة تهديد بإمكانها نسف المجلس الرئاسي وإخراجه من الصورة جنوباً ، وهما أمران سيضعان الجانب السعودي في حرج سياسي كبير سواء استطاع الانتقالي فرض هذه الإدارة الذاتية بشكل كامل أو يشكل جزئي بل ولو حتى فشل في فرضها واكتفى بالعرقلة ، مما سيضع السياسة السعودية بين خيارات صعبة كذلك ، فهي بين أن :
1- تذهب الى توقيع الهدنة بدون مجلس رئاسي وهو أمر غير مستساغ ومعيب بحق الجانب السعودي ، وحتى و إن ذهبت بالمتفقين معها فقط فما مقدار قوتهم على الأرض لإمرار شروط الهدنة .
2- تواصل صراعها السياسي مع المجلس الانتقالي وهو أمر مثلما أسلفنا يهدم كل نجاحاتها السابقة .
3- الحسم عسكرياً بطريقة غير مباشرة (سيناريو ما اصطلح عليه بغزوة خيبر) وهو أمر تكاد تكون قد فقدت أدوات تنفيذه في هذه المرحلة .
كتبه :
امجد الرامي
1-3-2023م
#تباً