ثروات الجنوب العربي النفطية والطبيعة نقمة أم نعمه ؟؟

2023-02-19 15:54
ثروات الجنوب العربي النفطية والطبيعة نقمة أم نعمه ؟؟
شبوه برس - خـاص - عتـــق


في عهد دولة الجنوب العربي كان الاتحاد السوفيتي الحليف الاستراتيجي وساهم في بناء دولة النظام والقانون والمؤسسات والجعل منها دولة متقدمة في مختلف المجالات وخاصة في مجال التعليم بل وتمتلك جيش يعد واحد من أقوى الجيوش العربية بعد مصر والعراق وسوريا التي تم تدميرها وفقاً لمخطط صهيوني امريكي وكانت هذه الدولة الجنوبية تعتمد على كوادر وطنية جنوبية متعلمة في مختلف المجالات تخرجت من افضل الجامعات في الاتحاد السوفيتي والدول الشرقية والعربية الصديقة ولكن هذا الحليف السوفيتي كما كان يسميه الرفاق أو المستعمر السابق كما كان يسميه الغرب وحلفائهم في المنطقة العربية كان ليس من مصلحتة استخراج النفط والغاز في دولة الجنوب العربي خاصه وان الاتحاد السوفيتي يعد واحد من أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم والكشف عن كميات كبيرة من النفط في هذا البلد الصغير الذي كان في الثمانينات لم يتعدى سكانها الأربعة ملايين نسمة لايخدمة بل وعند اكتشاف النفط في محافظة شبوة في بداية الثمانينات وانفجار الآبار وتدفق كميات كبيرة من النفط على سطح الأرض من كثرة الكميات الكبيرة من النفط الموجودة تحت الارض عمل هذا الحليف على ردم آبار النفط بترسانات من مادة الاسمنت وصب كميات من الأسيد حتى يختفي النفط تحت الارض وهو مانتج عنه استمرار جعل دولة الجنوب دولة فقيرة وذات دخل محدود ولم تتمكن من مجارات جيرانها دول الخليج التي نجحت في استخدام النفط والغاز للتطوير والتنميه بفضل ثرواتها النفطية المكتشفة .
وبعد الوحدة اليمنية في عام 1990م ودخول دولة الجنوب العربي في وحدة اندماجية مع دولة الجمهورية العربية اليمنية وتأسيس دولة الجمهورية اليمنية في تاريخ 1990/5/22م وبدعم غربي وذلك ليس من أجل الوحدة العربية وانما من أجل استهداف وتدمير كل جميل في دولة الجنوب العربي وخاصة القوات المسلحة والتعليم العالي ونتيجة لتفكك الاتحاد السوفيتي الحليف الاستراتيجي السابق لدولة الجنوب العربي في عام 1991م ومغادرة اخر الخبراء السوفيت في عام 1992م بدأ مسلسل التدمير الممنهج لكل مقومات الدولة الجنوبية من خلال استهداف واغتيال القيادات والكوادر الجنوبية البارزة في العاصمة صنعاء من خلال عمليات اغتيال وتصفية منظمة وصولآ إلى شن حرب واحتلال الجنوبي في عام 1994م وعندها تم وضع خط احمر على عدن ومنع السماح للمستعر الجديد اليمني الشمالي باحتلال الجنوب الا بعد الموافقة على شروط الغرب وهي أن يعطى لهم الجنوب لفترة 20 عام يتم خلالها تدمير القيم والمبادئ والأخلاق آلتي يتمتع بها شعب الجنوب العربي وكذا تدمير التعليم والجيش وهو ما حصل بالفعل والاستحواذ على الطبقة العليا من النفط فقط وعلى أن يتم في عام 2014م القبول بعودة دولة الجنوب العربي وفقاً لمفهوم العولمة الجديد وتكون دولة حليفه للغرب وخلال فترة العشرين العام سخرت كل ثروات الجنوب العربي في بناء المنشآت والكادر الشمالي وتعليمه في الخارج حتى أصبحت العاصمة صنعاء تشيد فيها الجسور والمباني لم يسبق لها مثيل من قبل وخلال فترة وجيزة وكل ذلك بفضل ثروات الجنوب العربي التي يتم نهبها من قبل المستعمر الشمالي بينما المواطن الجنوبي ضل يعاني من الفقر والحرمان وخيرات بلاده تذهب لغيره ولكن عند اقتراب الفترة المحددة لانتهاء الاحتلال الشمالي للجنوب العربي في عام 2014م رفضت قوى الشمال بالسماح باستقلال الجنوب وعودة دولته المستقلة وذلك لكونها ترى بأنه أصبحت هذه الثروات بالنسبة لها حياة أو موت والتخلي عنها أمر لايمكن قبوله ونتيجة لذلك أنهار التحالف القائم بين الدول الغربية وقوى الشمال وبدأ الغرب في تنفيذ مخطط جديد يهدف هذه المرة إلى تدمير دولة الجمهورية اليمنية وذلك من خلال القيام بدعم الحوثي وتمرده على الدولة ومن ثم قيام ثورة الشباب في شهر فبراير من عام 2011م وذلك من أجل تحقيق الهدف المنشود والوصول في نهاية المطاف الى عودة الوضع إلى ماكان عليه قبل عام 1990م دولة الجنوب العربي في الجنوب تسلم إدارتها إلى أبناء الجنوب ودولة الجمهورية العربية اليمنية في الشمال ويسلم الحكم فيها للحوثي .

وفي الوقت الذي أصبح فيه قيام دولة الجنوب العربي امر وأرد حدوثه في أي وقت وبشكل رسمي وبمباركة دولية إلا أن الثروات النفطية كانت المعضلة التي تشكل عائقا أمام قيام دولة الجنوب العربي نتيجة لبروز صراع ومنافسة بين المستعمرين الجدد للجنوب على ثروات الجنوب وعدم التوصل إلى اتفاق بشأنها وانقسام المستعمرين الجدد إلى طرفين طرف يحرص على القيام باستخراج تلك الثروات النفطية وبسرعة من تحت الارض والاستفادة من عائداتها بينما الطرف الآخر يرفض قبول ذلك لكونه يرى أن خروج هذه الثروات وبكميات كبيرة ليس من مصلحتة واصبح من المعارضين لقيام دولة الجنوب في الوقت الراهن ويرى بانه ممكن يسمح بقيامها ولكن في حالة واحدة وهي أن تبقى هذه الثروات النفطية الموجودة تحت الارض كما كانت في عهد الاتحاد السوفيتي مالم فإنه لن يسمح بقيام دولة الجنوب العربي مع التلويح بتغذية صراعات وحروب داخلية ستودي إلى تأخر قيام دولة الجنوب العربي عشرات السنين .

لقد شكلت الثروات النفطية في بعض الدول مصدر ثراء للحكام والمتنفذين فحرم الشعب فيها من الإستفادة من تلك الثروات وبقيت نسبة الفقر فيها مرتفعة ولم تحقق الإنماء الذي تسمح به تلك الثروة بل وفي المقابل شكل النفط في بعض المناطق وما يزال أحد أسباب الصراعات فيها وسبباً بارزاً في التدخلات الخارجية للتحكم بأسعار النفط من جهة والإستفادة من تلك الثروة من جهة ثانية عبر دخول شركات التنقيب الأجنبية وحصول تلك الدول على امتيازات وعقود تفضيلية .

وللأسف الشديد لم تعد ثرواتنا العربية نعمة بل أصبحت نقمة وكأنها لعنة على الوطن العربي بسبب استغلال المنطقة العربية من قبل الغرب من أجل تحقيق مطامعهم وأهدافهم من خلال هذه الموارد الطبيعية دون الإكتراث بما سيحل بتلك الثروات بعد استنزافها فقد ارتبط وجود الثروة الطبيعية بتفجر صراعات وحروب أهلية تلهي العالم العربي عن ثرواته لتأخذها الدول الغربية وليس هذا فقط فلم يقف الطمع بثرواتنا من قبل الغرب بل نلاحظ في السنوات الأخيرة ظهور ميليشيات مسلحة استولت على آبار البترول كما حدث مؤخراً في العراق وسوريا .

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا متى سننعم بخيرات أرضنا ومتى سيستفيد أصحاب هذه الثروات منها ؟؟
وهل اصبحت اليوم ثرواتنا النفطية والطبيعة في الجنوب العربي نقمة أم نعمه ؟؟

الصحفي صالح حقروص
2023/2/17
م