إقامة الدولة اليمنية على جراح والآم شعب الجنوب العربي

2023-02-05 07:08
إقامة الدولة اليمنية على جراح والآم شعب الجنوب العربي
شبوه برس - خـاص - عــدن



اعتنق أشقاؤنا اليمنيون في ستينيات القرن الماضي الشعارات القومية ليس حبا في القومية، فهم لا يؤمنون بشعارات قومية ولا إسلامية ولا وطنية ولكنهم يدركون جيدا أن السبيل الوحيد للانقضاض على شعب الجنوب العربي العظيم وهويته التاريخية هي القومية العربية .



حينها أقاموا الدولة القومية اليمنية على جراح والآم شعب الجنوب العربي، فكانت عدن الدولة الوحيدة في الوطن العربي إلى جانب مصر التي تأوي القوميين العرب .



اليوم يدرك أشقاؤنا اليمنيون ومن يساعدهم في ذلك بأن الشعارات القومية انتهت صلاحياتها وغير قابلة للتجديد، ولذلك غيروا شعاراتهم من الشعارات القومية إلى الشعارات الإسلامية للاستمرار في دقدقة عواطف شعب الجنوب العربي، ومحاولة إحياء مشروع اليمننة من جديد وبشعارات إسلامية براقة على حساب هوية وتاريخ شعب الجنوب .



عندما تجدهم يتحدثون إلى عامة الناس بالأحاديث النبوية التي قال فيها النبي بارك الله بيمننا وشامنا، فهم يفهمون أكثر من غيرهم بأن النبي صلى الله عليه وسلم تحدث عن جهة جغرافية عن يمين الكعبة وشمالها، لكنهم يعلمون بأنه لا سبيل لاختزال الشعوب وطمس هويتها ونهب خيراتها إلا بدقدقة عواطفها وسوقها كالقطعان عبر الشعارات الإسلامية .



هذا على الافتراض أن الجنوب العربي جزء من اليمن الجغرافي لأن موقعنا جنوب الجزيرة العربية وليس يمين الكعبة كما هو الحال لدى بلاد الادريسيين "جيزان ونجران" وأمارة آل عياض "عسير" والمملكة المتوكلية الهاشمية "صنعاء"



وبذلك لم يكتف الأشقاء بالشعارات الإسلامية وحسب، ولكن التاريخ يعيد نفسه، فكما تم تجمييع القوميين العرب في ستينيات القرن الماضي في عاصمة الجنوب العربي عدن، اليوم يتم تجميع الإسلاميين في أراضي الجنوب العربي وتمكينهم من أدوات القوة والبقاء للانقضاض على تطلعات وآمال شعب الجنوب في إقامة دولتهم المستقلة كاملة السيادة، والعيش الكريم .



حيث تم فتح مراكز غير نظامية لتجميع الوهابيين في الضالع، ولحج، وعدن، وأبين، وشبوة، وحضرموت، والمهرة، وتكوين ألوية عسكرية تؤمن بذلك الفكر، وكذلك ألوية أخرى للإخوان المسلمين، وتجميع القاعدة وداعش في الوديان والشعاب الجنوبية، ودعمها بشتى أنواع الأسلحة وأن كانت تلك الجماعات مختلفة في عقائدها الإيدلويوجية فيما بينها، لكنها مجتمعة في العداء المطلق للجنوب العربي الأرض والإنسان .



هكذا يعمل أشقاؤنا ومن يقف خلفهم على اللعب بالمتناقضات في ادخال الجنوب في دوامة عنف كبيرة إذا عجزوا عن تطويعه واحتواءه حينها ستنفجر تلك التشكيلات العسكرية "القنابل الموقوته" في وجه الجميع .



ومن المفارقات العجيبة أننا نجد من يدعمون تلك التشكيلات الأيدولوجية على أرضنا يحاربونها ويجففون منابعها على أرضهم، ويعملون على أعادت تشكيل وعيها وخطابها الديني، بينما على أرضنا يتم دعمها الدعم السخي المادي والعسكري، وفتح لها المراكز التعليمية غير نظامية، إنها سياسة جهنمية تحرق الأخضر واليابس إذا لم يتم وقفها أو على الأقل تنظيمها .

*- نايف المدوري