من القاهرة إلى عدن ومنها إلى جدة

لم انبهر كثيرا بالقاهرة الى الآن ذاك لان القاهرة حلم الطفولة وزهو الشباب ووشاح العمر قبل الفناء، ويبدو ان الخبر ليس كالمعاينة كما يقال ، حتى النيل الخالد اصبح من الماضي ولم يعد يغني له احد في قهاوي القاهرة العتيقة ..

حافظوا على ماتبقى في عدن من بصمات بريطانيا العظمى ومن طرازها الفيكتوري او الهندي ، ولاتدعو الغرباء يهدمون حضارتكم وتاريخكم وامجادكم بحجة الترميم او التجديد ،، فوالله ما وجدت اجمل ولا اعبق ولا اتحف من مباني وسط البلد في القاهرة وبعض القلاع وقصور الباشوات والمساجد وزوايا الأولياء ، فهي كل الحكاية المصرية باختصار وملخص الزمان والمكان وما عدا ذلك قهاوي ومشاوي وزحام على الفاضي .

اعتقد ان من عاش نصف عمره في مدينة جده لن يبهره بعدها سوى الجنة ، ولذلك اشعر بانتزاع الروح بعد هدم احيائها الجنوبية والشرقية والوسطى وهي التي نقشت بصمات العابرون على احجارها حمدا وزخرفت جدرانها شكرا وعزفت ازقتها ذوقا وغنت حواريها شوقا لارواح العابرين الطيبين.

*- شهاب الحامد