لا أعلم من الذي يفكر هكذا تفكير كارثي أو يشير بهكذا إستشارة كارثية لأصحاب القرار بالتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ، ستؤدي تلك الاستشارات الكارثية إلى خطأ إستراتيجي فادح وجسيم يقع بها التحالف العربي ، سيدفع التحالف وتحديدا الدول المجاورة ثمنا باهظا جدا جدا جدا قادم الأيام .
لم يكتفي التحالف العربي بإظهار ضعفه الشديد في مواجهة مسيرات وباليستي الحوثي التي أستهدفت مرارا وتكرارا عمق بعض دول التحالف العربي وتحديدا المملكة التي نالت النصيب الأكبر من تلك المسيرات والباليستي الحوثي.
تأثير ذلك الاستهداف كان معنوي أكثر منه عسكري، وبالتالي أعطى التحالف للحوثي ثغرة قاتلة يستخدمها كورقة ضغط ضد التحالف العربي بأي وقت .
لدى التحالف العربي مساحة لابأس بها لسد تلك الثغرة من خلال تزويد قوات جنوبية خاصة بسلاح نوعي فتاك كصواريخ باليستية متوسطة وقصيرة المدى وطائرات مسيرة مختلفة المدى والأحجام للردع والرد على أي تهديد حوثي قادم ، ولكن للأسف الشديد لم يحدث هذا بسبب حسابات وهواجس خاطئة .
سيندم التحالف العربي أشد الندم بعد الإعلان الرسمي عن وقف حرب اليمن والشروع في العملية السياسية التي ستطول لعدة سنوات قادمة ، بسبب تعاظم وتنامي قدرات الحوثي العسكرية والأمنية والاستخباراتية والدبلوماسية والسياسية مستقبلا ، مقابل ضعف وهوان فريق التحالف العربي في المناطق المحررة ، ناهيك عن الصراعات البينية بين الشركاء المتشاكسون الشرعيون وغيرهم على المناصب والسلطة .
نهاية الحرب رسميا معناه إعتراف رسمي بهزيمة التحالف الذي لم يحقق أي هدف من أهداف التحالف العربي في اليمن ، وأول تلك الأهداف تحرير صنعاء ودحر مليشيات الحوثي ، تلك السنوات العجاف من الحرب في اليمن نقلت مليشيات الحوثي من البدائية إلى مرحلة جديدة من الاحترافية بدعم عسكري سخي من إيران وسياسي ولوجيستي من سلطنة عمان ودول إقليمية ودولية أخرى .
لا أعترض مطلقا على صرف رواتب المدنيين والعسكريين والامنيين في اليمن ، إعتراضي هو ألا نعطي للحوثي هذا الملف الهام الذي بموجبه سيصبح بطل قومي يمني في هكذا أوضاع معيشية صعبة للغاية ، لا أعلم هل هو تعمد أم جهل أم قلة خبرة ودراية لدى صناع القرار بالتحالف العربي .
يفقدون يوميا حاضنتهم الشعبية المحلية في المناطق المحررة وتحديدا الجنوبية منها ، بسبب ممارسات غير مسؤولة وغير عقلانية أو منطقية أدت إلى إختلاق أزمات مفتعلة وأوضاع معيشية صعبة وكارثية للغاية (حتى الإمارات التي كانت تقدم الدعم الاغاثي والإنساني وبسخاء عبر ذراعها الإنساني الهلال الأحمر الإماراتي أجبرت على وقف نشاطها في معظم المناطق المحررة وتحديدا الجنوبية).
كانت المناطق المحررة أنموذج غير مشرف للتحالف العربي ، وهذا ساهم وسيسهم في تعزيز قبضة الحوثي في مناطق سيطرته إلى ما شاء الله ، أما نجاحه في إنتزاع الرواتب في هكذا توقيت سيعزز به مكانته وسطوته وسلطته حتى في المناطق المحررة .