مسيرات الحوثي والانتقالي ... و مؤتمر حضرموت الجامع

2022-10-23 12:23
مسيرات الحوثي والانتقالي ... و مؤتمر حضرموت الجامع
شبوه برس - خـاص - المــكلا

بعد هدنة استطاع الحوثيون من خلالها إعادة تموضع وترتيب قواتهم وتعويض خسائرها، و في أول تصعيد خطير بعد انهيارها الحوثيون يستهدفون الموانئ النفطية في شبوة وحضرموت ، وهو تصعيد يعد الأخطر من نوعه منذ انطلاق الحرب .

الهدنة والسلام لهذه الجماعة لا تعني إلا مسؤولية أكبر تجاه المواطنين الواقعين في مناطق سيطرتهم ، وهو أمر تتهرب منه هذه الجماعات ، لأنه يعني قيامها بالتزامات الدولة ، مما جعل تجديد الهدنة أمراً ربما لا يعني الكثير لهم إلا إن كانت ستحدث بفوائد ضخمة لهم .

لماذا تجرأ الحوثيون على التصعيد:

لاشك أن التطورات المحلية لها أثرها ، فبعد هدنة مريحة استطاعوا خلالها امتصاص آثار الهزائم السابقة ، و مع بروز الانتقالي كقوة فاعلة مسيطرة على الأرض خاصة بعد تمدد الانتقالي جنوباً ، كقوة استطاعت أن تلحق بهم هزيمة منكرة في شبوة ، الأمر الذي يفرض على الحوثيين ضرورة تحجيمها بأي شكل ، حتى وإن توافق ذلك زمنياً مع خطط الجماعات الراديكالية ( الجهادية ) والسياسية ( الإصلاح وتحركاته الأخيرة في حضرموت ) المماثلة ، رغم أن هذا التحرك سيوحي وسيحمل اتهامات للحوثيين بالتواطئ مع هذه الجماعات وهي اتهامات تتجدد مع كل موجة صراع ضد الانتقالي .

كما أن التطورات الدولية الأخيرة و المتسارعة قد تكون أوحت للحوثيين بإمكانية استهداف حقول النفط بدون ردود فعل دولية مؤلمة ، حيث أن حرب الطاقة على أشدها بين الأمريكان والروس (الروس سيكونون سعيدين بأي عرقلة نفطية في أسواق النفط ، كما أن الأمريكان سيكونون أسعد بفعلة الحوثي بعد الخلافات الأمريكية السعودية الأخيرة ) .

موقف الانتقالي .... الهدنة

المستهدف الرئيسي من هذه التطورات هو الانتقالي ، لذا فهو المعني الأول والأخير إما بتقديم التنازلات وإما بالمضي في المواجهة ، والأمر يعتمد على قوته على الأرض لا على الخطابات المتشنجة بضرورة القتال وإنهاء الهدنة ، فإن كان باستطاعة الانتقالي القتال مع تشتت قواته في ساحات الجنوب الشاسعة بعد التمدد الأخير، فلا شك أن القتال سيكون خياراً متاحاً ، فهذه الجماعة لا تعترف ولا تستكين إلا بعد الهزائم الكبرى كهزيمة شبوة المهينة ، لكن على الانتقالي أن يدرك أنه سيمضي للقتال وحيداً ، وإن رأى الانتقالي أنه لن يستطيع المواجهة مما سيؤثر على مكتسباته الأخيرة فلا حرج في إعادة المفاوضة لتمديد الهدنة حتى وأن رأى فيها هزيمة له ، مثلما فعل الحوثي بعد هزيمة شبوة .

آخرون .....

بيان مؤتمر حضرموت الجامع حول حادثة الاستهداف كان صادماً ، وللأسف كأنه يقول لم استهدفتم الموانىء ، بينما كنا نقوم بنفس العمل بطريقة سلمية وسياسية ، وأن فعلكم هذا سيؤثر على تحركاتنا ، وهو بيان بصيغته الحالية يمثل إشارة عدائية للجميع ( سلطة محلية .. انتقالي .. وبقايا شرعية حتى ) ولا يمثل التوجه الحقيقي لجامع حضرموت ، وينبغي تقديم تفسيرات لهذا اللغط الذي أحدثه هذا البيان ، ما لم تكن قيادة المؤتمر غيرت من توجهاتها على غير ما هو معلوم من أدبيات مؤتمر الجامع .

كتبه :

امجد الرامي

...#تباً

ملحوظة: المسيرات لا يمكن اكتشافها رادارياً الا بصعوبة بالغة فما فيش داعي للتحذلق وتوجيه اتهامات هنا او هناك

.