الامن السعودي وفق شروط الحوثي

2022-10-19 04:56

قنبلة دخان

الأسرى ملف سياسي بإمتياز بعنوان إنساني ، له ما بعده من ترتيبات تتصل ببحث متعدد الأوجه حول مجمل محاور الصراع، من تبريد الجبهات وإبقاء خفض التصعيد قائماً على الأرض، وإن لم يتم توثيقه بإتفاق مكتوب ، إلى جولة أفق من المناقشات بين الطرفين ،حول مسارات الحل السياسي ،وإستكشاف إمكانيات البدء بصفقة شاملة: الأمن السعودي مقابل التسوية وفق مطالب الح وثي.

لاشيء يعطل الهدنة ،بعد أن رضخت المبادرة الأممية بنقاطها السبع لشروط الح وثي، ولم يبق عالقاً أو مؤجلاً سوى قضية إقتسام عوائد ثروات المناطق المحررة ، وإحالتها إلى مرحلة لاحقة من المفاوضات كما يرى المبعوث الدولي ، ويراها الح وثي قضية أولى غير قابلة للإرجاء، وكشرط مسبق قبل أن يمهر بتوقيعه على أي إتفاق لهدنة موسعة.

كل القنوات مشرعة في وجه المفاوضات السعودية الح وثية ،وكل الملفات مفتوحة، والأسرى هي عتبة مرور من خلف ستارتها الإنسانية ،لنقاش القضايا مجتمعة وفي العمق.

عودة رئيس مجلس القيادة بعد أكثر من شهرين في الرياض ، هو الآخر يحمل دلالة وإن عن بعد ، وتكليف محدد بتجميد الخلافات، والإستعداد للإنخراط الشكلي في مسارات التفاوض ، وفق سيناريو معد سلفاً من الرعاة الرسميين ، فقط لإضفاء الطابع الوطني التوافقي لحل الصراع اليمني، وهو مالا يعكس حقيقة مايجري في الغرف المغلقة ، إذ الحوار ثنائي بمظلة إقليمية ورعاية دولية ومن كبرى عواصم القرار ، والشرعية مجرد عنواناً وواجهة سيتم تصديرها للإستهلاك الداخلي، وكتابة قصائد مدح حول الحكمة اليمانية والقرار الوطني المستقل.

الإنتقالي هو الآخر يتحرك ضد الرياح القادمة ، ويسعى عبر حسم موضوع إستعادة حضرموت والمهرة، لإكمال وربط الجغرافيا الجنوبية ببعضها ، لفرض أمر واقع جديد ، وتقديم نفسه كجزء أصيل في مشروع الحل النهائي، كعمود خيمة الترتيبات ورسم الخرائط القادمة.

لا حرب تلوح في الأُفق إلا في حال وصول كل الجهود إلى حائط مسدود ،أما إعلان الحكومة اليمنية رفع الجاهزية القتالية ، فهي ليست أكثر من شد عصب سياسي، وخطاب تمويه ،وقنبلة دخان.

خالد سلمان

.