لولا مناورة صعدة المجاورة للاراضي السعودية التي أجرتها مليشيات الحوثي لما كانت هناك عاصفة حزم ، تلك المناورة التي أستخدمت فيها شتى أنواع التسليح الخفيف والمتوسط والثقيل المنهوبة من معسكرات جيش عفاش كانت رسالة مباشرة إلى المملكة العربية السعودية بأنها الهدف الثاني بعد الاستيلاء على صنعاء .
لا وجه للمقارنة بين مناورات صعدة السابقة وبين عرض الحديدة العسكري الأخير ، الذي نقل المليشيات من مرحلة بدائية إلى مرحلة جديدة من التسليح النوعي المعتمد على الطائرات المسيرة متوسطة وبعيدة المدى ، والصواريخ الباليستية بمختلف أنواعها وأحجامها ومداها ، وبالتالي نحن أمام سيناريوا حروب الوكالة وتهديد مباشر لأحد أهم الممرات الملاحية على مستوى العالم باب المندب .
هي المرة الأولى التي تستعرض فيها المليشيات ألغام بحرية كتبت عليها صنعت في اليمن وصواريخ المندب الارض بحر ، ويعني هذا أننا أمام مرحلة جديدة من التهديد والإستفزاز العلني لأهم الممرات الملاحية على مستوى العالم ، وبالتالي نحن أمام ورقة إبتزاز جديدة ستستخدمها المليشيات الحوثية للحصول على مزيد من التنازلات المؤلمة والمذلة من التحالف العربي ودول العالم الكبرى ، بالطبع تلك التنازلات ستقتصر على الداخل اليمني تحديدا كالعادة .
هناك فرق كبير بين الحليف والشريك الإيراني مع مليشيات الحوثي وبين التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية المصر على عدم تسليح قوات المحافظات المحررة وتحديدا الجنوبية بالسلاح النوعي لاحداث نوع من التوازن والردع ، هل معنى هذا أن الشقيقة ستفرط بتلك المحافظات المحررة مقابل أي تسوية قادمة تضمن فيها أمنها القومي وسلامة أراضيها وإستقرارها .
أرى أن على القيادات الجنوبية والنخب السياسية تجميد أو تجاوز أو ترحيل خلافاتهم ، لأن الوضع القائم خطير للغاية على أمننا القومي الجنوبي برمته ، ويستدعي عقد لقاء مباشر وشفاف مع التحالف العربي حول خطورة الوضع وأهمية وضع خطة عسكرية طارئة للخروج من هذا الوضع العسكري الهش ، لن يقدم العالم لنا يد العون والمساعدة نهائيا في أي حرب قادمة من الشمال ( أوكرانيا خير شاهد ودليل على ذلك الخذلان ) ، وعلينا أن نعتمد على أنفسنا ونصل إلى الاكتفاء شبه الذاتي من الصواريخ الباليستية العتيقة من السوق السوداء للسلاح ، سيتركونا لوحدنا نهاية المطاف .
ولن تتورط القوات الإماراتية معنا في حرب إستنزافية طويلة ضد مليشيات الحوثي وتضحي بأمنها القومي وسلامة أراضيها وإستقرارها ، وبالتالي نحن أمام سيناريوا جديد ومرحلة قادمة تقول الإعتماد على النفس فضيلة والحاجة أم الاختراع .