التحالف العربي.. بين أغسطس عدن وشبوة

2022-08-13 10:06

 

هناك فرق كبير بين أغسطس عدن والتدخل الإماراتي المباشر الذي لولاه لكنا في خبر كان بالجنوب، وبين أغسطس شبوة الذي أعاد الأمور إلى نصابها الطبيعي.

 

بعيدا عن الاصطفاف الحزبي والجهوي والعصبي، الإمارات العربية المتحدة ممثلة بقواتها المسلحة دفعت ثمنا باهظا جدا جدا، بعد تدخلها المباشر وبالتوقيت الحرج جدا جدا بقصفها لقوات الإخوان المسلمين الآتية من مأرب وشبوة وغيرها من المناطق الشمالية والجنوبية، التي كانت قاب قوسين أو أدنى من الانقضاض على العاصمة عدن والسيطرة التامة عليها بإسم الشرعية والوحدة، كان تدخل جوي محدود وحاسم من قبل صقور الجو الإماراتيين، أدى ذلك التدخل إلى هزيمة نكراء لتلك القوات.

 

حينها هوجمت الإمارات من قبل رموز شرعية وإقليمية ودولية لتشويه سمعتها والضغط عليها للرحيل، وتناسوا أن للإمارات فضل كبير في تحرير عدن وباقي المحافظات الجنوبية ، وقدمت تضحيات جسام بالدم قبل المال، ولم يكن من السهولة عليها أن تقدم كل تلك التضحيات والانتصارات الى أعدائها غزاة خيبر بغمضة عين، رغم علم الكل بأن تلك القوات شرعية الإسم إخوانية العقيدة والمنهج إلا أنهم أرادو إزاحة الإماراتيين بتلك الذريعة ، كانت تلك الحادثة أحد أهم أسباب رحيل الإمارات من عدن وباقي المحافظات الجنوبية المحررة والساحل الغربي .

 

ولكن للأسف الشديد لم نكن نحن معشر الجنوبيين من زعماء وقادة عند حسن ظن الأشقاء الإماراتيين وتضحياتهم، لم نتعلم من تلك المؤامرة الخطيرة التي كادت أن تطيح بكل ما تحقق من منجزات دفع الشعب الجنوبي ثمنها غاليا، بل العكس كنا أسوأ من أدار العاصمة عدن وباقي المحافظات الجنوبية المحررة، لم تكن القيادة حازمة بما يكفي في هكذا مؤامرة خطيرة.

 

كانت ذريعة الشرعية وبعض دول الإقليم والعالم أن الإمارات إنحازت مع المتمردين الانفصاليين ضد الشرعية.

 

اليوم يختلف الوضع كليا في أغسطس شبوة ، قرارات إعتيادية روتينية للمجلس الرئاسي (الشرعية) في شبوة بتغيير بعض القيادات العسكرية والأمنية ، إلا أنها واجهت بتمرد وزير الداخلية وصمت مريب من قبل وزير الدفاع الجديد المحسوب على مأرب الإصلاحية ، تمرد الوزير شجع وحرض على تمرد القيادات العسكرية والأمنية المقالة في شبوة ، وأدى ذلك التمرد إلى نشوب معارك بين الشرعية والتمردين في عتق .

 

الجديد في الأمر هو التصريح الأمريكي الداعم لسلطة وقرارات المجلس الرئاسي ومحافظ محافظة شبوة الوزير، وبالتالي نحن أمام سيناريوا مشابهة إلى حد ما بسيناريوا أغسطس عدن والإمارات، ولكن هذه المرة بين القوات السعودية المسيطرة على عتق وبين المتمردين على القرارات الرئاسية والمحلية (شرعيين سابقين)، وبات من الطبيعي أن يحمي التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وبمباركة دولية قرارات الرئاسي حتى لو أضطر الأمر إلى إستخدام القوة المفرطة عبر الجو أو الأرض.

 

لن يتم السماح لأي تعزيزات عسكرية أكانت من مأرب أو المنطقة العسكرية الاولى أو أبين أو من أي مناطق محررة أو غير محررة بدعم المتمردين في شبوة أو غيرها من المناطق، هل يعني ذلك أن السعودية تخلت عن الإخوان (حزب الإصلاح) مقابل المؤتمريين الصاعدين.