هناك فرق كبير بين أغسطس عدن والتدخل الإماراتي المباشر الذي لولاه لكنا في خبر كان بالجنوب ، وبين أغسطس شبوة الذي أعاد الأمور إلى نصابها الطبيعي .
بعيدا عن الاصطفاف الحزبي والجهوي والعصبي ، الإمارات العربية المتحدة ممثلة بقواتها المسلحة دفعت ثمنا باهظا جدا جدا ، بعد تدخلها المباشر وبالتوقيت الحرج جدا جدا بقصفها لقوات الإخوان المسلمين الآتية من مأرب وشبوة وغيرها من المناطق الشمالية والجنوبية ، التي كانت قاب قوسين أو أدنى من الانقضاض على العاصمة عدن والسيطرة التامة عليها بإسم الشرعية والوحدة ، كان تدخل جوي محدود وحاسم من قبل صقور الجو الإماراتيين ، أدى ذلك التدخل إلى هزيمة نكراء لتلك القوات .
حينها هوجمت الإمارات من قبل رموز شرعية وإقليمية ودولية لتشويه سمعتها والضغط عليها للرحيل ، وتناسوا أن للإمارات فضل كبير في تحرير عدن وباقي المحافظات الجنوبية ، وقدمت تضحيات جسام بالدم قبل المال ، ولم يكن من السهولة عليها أن تقدم كل تلك التضحيات والانتصارات الى أعدائها غزاة خيبر بغمضة عين ، رغم علم الكل بأن تلك القوات شرعية الإسم إخوانية العقيدة والمنهج إلا أنهم أرادو إزاحة الإماراتيين بتلك الذريعة ، كانت تلك الحادثة أحد أهم أسباب رحيل الإمارات من عدن وباقي المحافظات الجنوبية المحررة والساحل الغربي .
ولكن للأسف الشديد لم نكن نحن معشر الجنوبيين من زعماء وقادة عند حسن ظن الأشقاء الإماراتيين وتضحياتهم ، لم نتعلم من تلك المؤامرة الخطيرة التي كادت أن تطيح بكل ما تحقق من منجزات دفع الشعب الجنوبي ثمنها غاليا ، بل العكس كنا أسوأ من أدار العاصمة عدن وباقي المحافظات الجنوبية المحررة ، لم تكن القيادة حازمة بما يكفي في هكذا مؤامرة خطيرة .
كانت ذريعة الشرعية وبعض دول الإقليم والعالم أن الإمارات إنحازت مع المتمردين الانفصاليين ضد الشرعية .
اليوم يختلف الوضع كليا في أغسطس شبوة ، قرارات إعتيادية روتينية للمجلس الرئاسي ( الشرعية ) في شبوة بتغيير بعض القيادات العسكرية والأمنية ، إلا أنها واجهت بتمرد وزير الداخلية وصمت مريب من قبل وزير الدفاع الجديد المحسوب على مأرب الإصلاحية ، تمرد الوزير شجع وحرض على تمرد القيادات العسكرية والأمنية المقالة في شبوة ، وأدى ذلك التمرد إلى نشوب معارك بين الشرعية والتمردين في عتق .
الجديد في الأمر هو التصريح الأمريكي الداعم لسلطة وقرارات المجلس الرئاسي ومحافظ محافظة شبوة الوزير ، وبالتالي نحن أمام سيناريوا مشابهة إلى حد ما بسيناريوا أغسطس عدن والإمارات ، ولكن هذه المرة بين القوات السعودية المسيطرة على عتق وبين المتمردين على القرارات الرئاسية والمحلية ( شرعيين سابقين ) ، وبات من الطبيعي أن يحمي التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وبمباركة دولية قرارات الرئاسي حتى لو أضطر الأمر إلى إستخدام القوة المفرطة عبر الجو أو الأرض .
لن يتم السماح لأي تعزيزات عسكرية أكانت من مأرب أو المنطقة العسكرية الاولى أو أبين أو من أي مناطق محررة أو غير محررة بدعم المتمردين في شبوة أو غيرها من المناطق ، هل يعني ذلك أن السعودية تخلت عن الإخوان ( حزب الإصلاح ) مقابل المؤتمريين الصاعدين .