نحتاج إلى عملية هدم وإعادة بناء للقوات المسلحة الجنوبية والأمن ، وليس إلى إعادة هيكلة شكلية تكون نواة لحروب أو إقتتال داخلي قادم كالعادة ، أحد أهم أسباب الحروب الأهلية والاقتتال الداخلي هو عدم الولاء لله ثم الوطن والشعب ، إن عدم تدوير وتغيير القادة وغربلة الضباط والصف والجنود بطريقة مهنية عسكرية بعيدة عن المناطقية والشللية ، أدت وستؤدي الى الأحداث المؤسفة في شبوة وعدن وغيرها من المناطق الجنوبية الأخرى.
الأجدر بالقيادة الجنوبية فتح باب الانتساب و التجنيد لكافة فئات الشعب الجنوبي دون إستثناء أو إقصاء أو تهميش، في معسكرات تدريبية في العند التدريبي ورأس عباس وغيرها،
أن تشكيل قوات أي لواء يجب أن تكون على أساس مهني ووطني فقط، لن يسلم أحد من نار المناطقية والشللية والجهوية، ولن يقوم الجنوب إلا بمشاركة جماعية من جميع فئات الشعب الجنوبي من المهرة وسقطرى إلى باب المندب.
السماح للقائد الفلاني بتشكيل لواء خاص به وبمنطقته وقبيلته خطأ إستراتيجي فادح وجسيم سندفع ثمنه غاليا، حينها يكون ولاء اللواء من الأركان إلى الجندي للقائد ولي نعمتهم والمتحكم الأوحد بمصيرهم، ما يحدث في شبوة وعدن وغيرها من أحداث مأساوية مخجلة خير شاهد ودليل.
الجيش الأمريكي يعتمد على إستراتيجية الهدم وإعادة البناء لجميع منتسبيه وحتى المجندين، وبالتالي ترى الانضباط العسكري واضح المعالم مقارنة بالحياة المدنية شبه الفوضوية عند فئات أخرى من الشعب الأمريكي، سنلاحظ الانضباط وإنصهار الشعب الأمريكي بكافة فئاته في الجيش، مع إنعدام شبه تام للعنصرية والجهوية وغيرها من النعرات التي تمزق النسيج الإجتماعي لأي دولة .
لا أعلم هل هي فوبيا المناطقية تعشش في أدمغة الزعماء والقادة الجنوبيين، أم أن الوضع القائم يعتبره البعض مثالي لتمرير أجندات ومشاريع إنتهازية خاصة بهم ، أن تكليف أشخاص غير عسكريين بإنشاء ألوية عسكرية بصورة إنفرادية وإرتجالية ستؤدي إلى ظهور ما يسمى بأمراء الحروب والأزمات وهذا ما حدث ويحدث بالفعل ، قد تحتم علينا مرحلة ما الاستعانة بشخصيات من خارج السلك العسكري ، ولكن لا يعني ذلك الاستمرار بهكذا إستراتيجية كارثية في ظروف أخرى كالتي نعيشها اليوم ، ان الآوان أن نفسح المجال لخريجي الكليات العسكرية والشرطوية والأمنية والإدارية الشابه في إدارة الجنوب .
نعم هذه هي الحقيقة ، الثوار دائمآ يفشلون في إدارة الدولة ، وأغلب رجال الدولة من خارج تصنيف الثوار على مستوى العالم ( لكل قاعدة إستثناء ) ، الثوار يتحولون دائمآ إلى ديكتاتوريين ككوريا الشمالية وكوبا وفنزويلا وكثير من الدول العربية والإقليمية كإيران وسوريا والعراق واليمن وغيرها من دول العالم ، نحتاج إلى دراسة تفسر لنا هذا التحول الدراماتيكي في سلوكأ أغلب الزعماء والثوار ، الذين ثاروا على الظلم والطغيان ، ليصبحوا بين عشية وضحاها ظلمة وطغاة منزوعي الرحمة والإنسانية والضمير مع شعوبهم .