تكررت مفردة التمسك بالمرجعيات الثلاث خلال زيارة بايدن والتمسك بتلك المرجعيات يعود إلى أهمها بالنسبة لدول التحالف وهو قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216لعام2015 فهذا القرار هو الذي منح التحالف حق إستخدام القوة ضد المتمردين الانقلابيين على سلطة الرئيس المنتخب عبدربه منصور هادي (الشرعية) كما لفت نظري أيضا في مختلف بيانات الدول واتفاقياتها تأكيد حرصها على سلامة الملاحة في باب المندب وبحر العرب وخليج عدن ولكن تلك البيانات خلت من. اي ذكر للقضية الجنوبية فياترى ماهي اسباب ذلك الاهتمام؟ وما دواعي الإهمال للقضية الجنوبية في تلك البيانات ومنها ماصدر في جولة الرئيس الأمريكي جو بايدن الأخيرة إلى المنطقة؟ إذا ماغصنا في عمق الصراع الساخن نجده يتركز في الجنوب وعلى الجنوب وذلك ما أدركته العصابات الإرهابية الفاسدة في حكم اليمن الشقيق وتوزعت الادوار بدهاء ليس فيها وانما قطعا (لقنت به وأمرت بتنفيذه) في منطقة باتت الصراعات مستدامة فيها وتتحكم بمصيرها.
أن شعب الجنوب العربي يقف وحيدا مذ 1994 في معترك عالمي ضخم ويجابه مشاريع كبرى تهدد دول وشعوب الجزيرة والخليج ومصر والقرن الافريقي.. ولم يدركه حكام المنطقة غير في مارس 2015 عندما باتت طلائع الحرس الثوري على مشارف البقع شمالا وتمددت حتى باتت تسيطر بقوة السلاح على أجزاء من عاصمة الجنوب العربي عدن الباسلة جنوبا مما اضطر تلك الدول للدخول بعاصفة أسمتها الحزم في نهاية مارس 2015م والتي لم تحقق نصرا على مدى الثماني سنوات من عمرها عدا ما اجترحته لها المقاومة الجنوبية والقوات المسلحة الجنوبية في نهاية يوليو2015.. ومن هنا ادعو قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي أن يخضعوا مجمل ذلك الاهتمام بأجزاء من الجنوب. وذاك الإهمال للقضية الجنوبية للبحث العلمي والدراسات المعمقة للوقوف على هذا الاهتمام الدولي ونقيضه في أن واحد.. وسلوك الطريق الصحيح المقنع للعالم بعدالة القضية الوطنية الجنوبية والذي لن يكون غير إثبات الهوية العربية الجنوبية والتمسك بها بعد فشل اعلان الوحدة اليمنية.
الباحث/ علي محمد السليماني