مشكلة الجنوب العربي في وعي أبناءه وأخطاء (سياسييه) مذ العهد الاستعماري البريطاني وحتى اللحظة من المعترك الراهن الاكثر صعوبة والاكثر مشقة والاكثر خطورة.
أن التوصيف الصحيح للقضية الوطنية الجنوبية في معتركها الراهن مع الأطماع التوسعية المتعددة أمر في غاية الأهمية.. فالادراك الكامل لمختلف ابعاد وتعقيدات هذه القضية الشائكة يتطلب وعيا كاملا ومسئولا مغلبا مصالح الجنوب العليا كوطن لشعب بمختلف اجياله المتعاقبة على ماعداها من مصالح ضيقة أو ولاءات أثبت الواقع وتطورات الأحداث عقم الكثير منها.
أن مصطلح تقرير المصير في الحالة العربية الجنوبية (دولة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية) يعد انكارا لثورة شعب الجنوب العربي المجيدة ال14من اكتوبر 1963 وانكارا ليوم ال30من نوفمبر 1967 يوم استقلال الجنوب العربي وفقا للمادة الاولى من اتفاقيات جنيف الموقعة في 29نوفمبر1967(وثيقة الاستقلال) ويعد انكارا لاتفاقيات الوحدة منذ اكتوبر 1972وحتى اتفاقيات اعلان الوحدة عام1990والإنكار هذا بدون شك مستفيدة منه قوى الأطماع التوسعية وأخطرها اليمن الشقيق وزنادقته الذي وظفوا الدين بطريقة ظالمة وكاذبة لخدمة أهدافهم الدنيئة كما وظفوا (اليمننة) لخدمة اطماعهم التوسعية بتكبير خريطة بلادهم بضم أكبر مساحة من الجزيرة العربية وفشلوا شمالا وركزوا جهودهم في المناطق الرخوة جنوبا مستفيدين من صوت العرب والصراع العربي_ العربي والصراع العربي_ الإسرائيلي.
أن زنادقة اليمن قد اخترقوا شعب الجنوب مذ ستينات القرن الماضي ووضعوا له الكمائن ونصبوا الافخاخ بشعارات القومية العربية والوحدة والاشتراكية والعروبة من الخليج الثائر الى المحيط الهادر وهي شعارات جوفاء فارغة لكنها انطلت على من هم قليلي الوعي الوطني جنوبا وانخدعت بها قيادات جنوبية لقلة خبرتها السياسية وعدم وجود رؤية واضحة أو برنامج وطني لإدارة البلاد والعباد مرورا بالاممية واليسار ووصولا إلى الإسلام السياسي بشعاراته الوحدة أو الموت والحرب خدعة والانفصال كفر ومن يدعون إليه كفار يجب قتلهم (بينما هؤلاء الزنادقة يقيمون افضل العلاقات مع اسرائيل ومع وكالات الضغط الصهيونية) مقدمين لهم ارض الجنوب العربي لاستثمارها معهم بالشراكة وهي بدون شك شراكة لصوص في يرقة حقوق الغير.
أن الجنوب يمتلك اوراق قوية ظلت مرمية لم يستخدمها القيادي الجنوبي وينشر الوعي بقيمتها وهي الهوية العربية الجنوبية والبحر العربي وخليج عدن وباب المندب والثقافة الدينية الوسطية المعتدلة.. ومن هنا يجب على القادة الجنوبيين وعلى كل الناشطين والإعلاميين والحقوقيين أن يسارعوا إلى اختيار التوصيف الصحيح الذي يخدم الجنوب وقضية شعبه العادلة ويجنبه الأخطاء والكوارث..
وعيدكم مبارك وكل عام وانتم بالف خير في وطن حر مستقل
الباحث/ علي محمد السليماني
9يوليو2022