ما الهدف من تسريب تسجيل الميسري في هذا الوقت؟

2022-06-18 08:29

 

*- شبوة برس     

لم استمع للتسجيل لأن سرعة الميسيري في الكلام أو رداءة التسجيل جعلته غير واضح وغير مسموع جيداً، لكني تابعت وقرأت عنه الكثير مما كتب بين مؤيد ومعارض لما قاله الميسيري واطلعت عليه جيداً من خلال المتابعة والقراءة.

   

لكن مايلفت الإنتباه هو توقيت النشر وتعميمه بهذه الطريقة التي لايكاد جهاز هاتف او كمبيوتر يخلو منه! ولامجلس من ذكره! الأمر الذي يدفع المستمع والقارئ بطرح السؤال:

ماهو الهدف من هذا التسريب في هذا الوقت؟ بعد مرور سنوات على التفاصيل التي استعرضها الميسيري في التسجيل؟

بعض الردود التي سمعناها تتهمه بالكذب والبعض الآخر يؤيده، ومن خلال هذا التناقض يظهر ان تسريب التسجيل في توقيت معين له هدف معين أيضاً.

هنا لسنا بصدد ذم او مدح الميسري فهو احد أبناء الجنوب وله الحق في المواطنة كما هي لنا ولغيرنا ولكن ليست على حساب الوطن، مانريد ان نقوله ان توقيت نشر التسجيل بما فيه من اتهامات يدل على أن الجهة التي قامت بذلك تريد عرقلة اي تفاهم جنوبي خاصة وقد بدأت عدة لقاءات في عواصم عالمية برعاية منظمات اجنبية وبعض الشخصيات الجنوبية لمناقشة تفاهمات جنوبية جنوبية من أجل لملمة الشمل طالما والهدف واحد.

     

ماحصل في 2018 و 2019 كان ناتج عن تراكمات خلافية كان يمكن حلها ولكنها تركت حتى وصلت إلى حد الانفجار، كما هو الحاصل بين الجنوبيين اليوم.         

وفي هذا الوقت الذي بلغ فيه شعب الجنوب أقصى درجات الحرمان والجوع يجب على كل من يدعي الوطنية والحرص على الشعب والوطن ان يتنازل ويضحي ويقبل خصمه الجنوبي ويتوافق معه من أجل المصلحة العلياء للجنوب وشعبه.

للأسف لا زالت ماتسمى (قيادات جنوبية) في كافة المكونات تعيش الوهم (المرض) السابق الذي نعرفه جميعاً وهو (انا ولا أحد غيري، ولا صوت يعلوا فوق صوتي!). هذا المنطق الذي أورد شعب الجنوب المهالك، فكل من يريد ينتقم من خصمه السياسي انتقم من الشعب وزايد على أوجاعه ومآسيه لينال من الخصم! ماهكذا تورد الإبل ياسعد.

من وجهة نظري فإن نشر مثل هذه التسجيلات ستؤثر على سير مشاورات التفاهم بين الجنوبيين وتخدم الطرف الآخر المتفرج على صراع الديكه.

الشمال حزم أمره ومن تروه منهم اليوم في مفاصل السلطة (الشرعية) من رأسها إلى اخمص قدمها سيصبح في صنعاء يوماً ما ويستقبل إستقبال الأبطال.

تعلموا السياسة من اهل الشمال فقد فهموها وتعلموها ومارسوها قبل أن تولدوا وقبل ان تصبحوا قيادات، لأنهم عرفوا معناها الحقيقي ومارسوها: ( السياسة هي قمة الخداع والكذب والغش للوصول إلى الهدف) وهذا ما يمارسوه اليوم يتفرجون عليكم لينالوا منكم مالم يستطيعون لو كنتم موحدين، او متوافقين اذا استعصى توحيد الصف بينكم.

لم يوفق الميسري في التسجيل ولن ينال الناشر ما يريد إن شاء الله والمتضرر من كل هذا هو الجنوب وشعبه كالعادة.

 

عبدالله سعيد القروة

18 يونيو 2022