شهدت المنطقة خلال الفترة من عام 1956 إلى عام 1967 صراعات إقليمية ودولية رهيبة وزاد اوارها انفلاب1962 في اليمن والتدخل العسكري لجمال عبدالناصر حيث وصل المشروع الوحدوي الثوري إلى خزانات النفط في السعودية والخليج وكانت ارض الجنوب العربي مسرحا لصراعات للمخابرات الإقليمية والدولية ومن أبرز تلك الصراعات صراع المخابرات المصرية التي كانت تستهدف منطقة الجزيرة والخليج العربي والسيطرة على منابع النفط والممرات الملاحية وحصار الدول الغربية وكانت المخابرات البريطانية تقوم بالدور المضاد لها للحفاظ على مصالحها ومصالح حلفاؤها في منطقة شرق السويس.
وتعد عملية صلاح الدين التي نفذتها المخابرات المصرية خلال الفترة 1964وحتى اغسطس1967في الجنوب العربي من أهم العمليات التي قامت بها ضد المصالح الغربية كما ردت عليها المخابرات البريطانية بعملية معاكسة أسمتها كسارة البندق وتم منع انتشار تمدد المشروع الثوري الناصري إلى بقية دول الجزيرة ودول الخليج وحصاره في اليمن وهزيمة عمليتي صلاح الدين وكسارة البندق في الجنوب العربي لصالح قوى إقليمية ودولية استدعت مصالحها يمننة الجنوب العربي لصالح استراتيجية اسرائيل في البحر الاحمر وخسارة مصر عبد الناصر وبريطانيا معا ليتمدد الاتحاد السوفياتي إلى المياه الدافئة في سواحل الجزيرة العربية ( الجنوب العربي) الذي أمسى يعرف بجنوب اليمن وهكذا دواليك للعبة الأمم التي ظلت تكتم انفاس الجنوب العربي حتى تم اعلان وحدة 22مايو1990 وفشلها بشن الشمال الحرب على الجنوب وعلى مشروع الوحدة ودولتها في 27ابريل1994 وظلت الصراعات مستمرة لكن بنعومة حتى حدث التدخل الإيراني وحدثت عاصفة الحزم عام2015 وبعد ثماني سنوات تعاظمت دعوات المجتمع الدولي لوقف الحرب دون حسمها لصالح اي طرف من أطراف الصراع التي تتفق على إبقاء الجنوب تحت الاحتلال الشمالي بهدف ديمومة إرهاق اليمن والجنوب معا واستنزاف طاقاتهما الضئيلة ولايبدو أن هناك مخرجا غير بتعاظم صراعات إقليمية ودولية ساخنة تصحح تلك الأخطاء منذ بداية حدوثها..لذا يستوجب على شعب الجنوب ومفوضه الانتقالي الجنوبي الصمود والصبر واليقظة حتى تتجلى الأوضاع في بحر الخزر الذي يرجح أن تتضح ابعاد ومألات الحرب فيه في سبتمبر القادم.
*الباحث /علي محمد السليماني