ماذا تتوقعون: إن ترسل مصر جيشها للحفاظ على الوحدة اليمنية

2022-06-12 14:45
ماذا تتوقعون: إن ترسل مصر جيشها للحفاظ على الوحدة اليمنية
شبوه برس - خـاص - عـــدن

 

تمتلك مصر تجربة حقيقية مريرة وقاسية في التعامل مع الملف السياسي في اليمن استمر لسنوات طويله صرفت فيها مالها وماء وجهها وخيرة مقاتلي نخبة جيشها وكانت تلك التجربة احد العوامل الرئيسية في انكشاف الجيش المصري وهزيمته (وبالتالي انكسار المشروع القومي العربي) في حرب الايام الستة التي شنتها اسرائيل على مصر في 5 حزيران وحققت هدفها الاستراتيجي ضد مصر وضد العرب في مثل هذا اليوم 11 حزيران 1967.

ويا لعجائب الصدف، في أن يكون الرئيس اليمني في نفس هذه الذكرى متواجداً في القاهر ويطلب العون مرة ثانية من مصر للحفاظ على (استقلال دولته، وسيادتها، ووحدة اراضيها).

فماذا تتوقعون الرد المصري الفعلي على هذا الطلب ؟

  1) هل تتوقعون ان تعيد مصر بذلك الرجال والمال والمخاطرة بسمعتها مرة أخرى في بيئة وواقع سياسي واجتماعي باليمن هي تعرف أدق تفاصيله وابعادة اكثر من اي دولة خليجية وربما اكثر من اي دولة اخرى بالعالم ؟

2) غير الإعلان الموقف الرسمي من استقلال وسيادة ووحدة تراب اي دولة عضو بالجامعة العربية والإمام المتحدة ( والجمهورية اليمنية هذا هو وضعها القانوني الان)،

غير ذلك الموقف فمصر ليست معنية بالالتزام لاحد بالمشاركة والدفاع عن وحدته وسيادته وسلامة اراضيه.

3) مصر التي لم تفرض الوحدة بالقوة مع الشريك السوري عندما رغبت الاخرى بفك مشروع الوحدة، لن تدعم مستقبلا اي وحدة بالقوة اذا فرض الواقع السياسي والميداني شي مختلف داخل حدود الجمهورية اليمنية.

4) الامر الاخر والأهم :

مثلما ليبيا هي المجال الحيوي للامن القومي المصري، فاليمن هي الأمن القومي لمصر في مجال البحر الأحمر ومضيق باب المندب،

وعليه ،

5) فمثلما تعترف مصر بوحدة التراب الليبي، فإن ذلك الاعتراف لايعني القبول بقيام نظام معادي لمصر فيها بيد منافس اقليمي ولو تطلب الامر فرض خطوط حمرا تقسم ليبيا الي واقعين جيوسياسيين مختلفين .

مثلما الامر كذلك لمصر في ليبيا فأن حديث مصر عن وحدة الدولة في اليمن لايعني القبول بذهاب قرار الأمن القومي باليمن بيد ايران او تركيا ولو تطلب الامر بفرض واقع جيوسياسي  في خليج عدن وباب المندب وساحل البحر الأحمر مختلف عن نظام صنعاء.

6) هذا هو الموقف الاستراتيجي لمصر في اليمن بعيدا عن التصريحات السياسية الاعلامية، ومن يريد أن يبنى علاقة مع أي دولة عليه فهم موقفها الاستراتيجي قبل التعاطي مع أي مرونة مستوجبه في خطابها السياسي المعلن..

 

#م_مسعود_احمد_زين