الأمين العام المحافظ أحمد حامد لملس، العدني الجنوبي، عاش وترعرع في العاصمة درس الابتدائية في مدارس عدن وعاش جل حياته فيها، وهو بشهادة الجميع من أفضل الكوادر الشابة التي تعمل باحترافية وإخلاص وقد عين في أكثر من منصب دليل "حنكته الإدارية الناجحة"، متى ما توفرت الظروف لذلك. بدأ عمله الإداري منذ ريعان شبابه، وتحديداً حين كان عمره 28 عاما، حين عين في العام 1998م، مديرا عاما لمدينة عتق مركز محافظة شبوة، وفي العام 2003 عين مديرا عاما لثلاث من كبرى مديريات العاصمة عدن على التوالي بدأها بمديرية الشيخ عثمان في العام 2003 وقضى فيها أربع سنوات في خدمة المديرية ثم عُيّن مديرا عاما لمديرية المنصورة في العام 2007 م فعُيّن مديرا عاما لمديرية خورمكسر في العام 2012م ولمدة ثلاث سنوات إلى العام 2015م، ثم عُيّن في العام 2016 محافظا لمحافظة شبوة، وغادرها في العام 2017م بعد أن أُعفي من منصبه، عقب أن خير بين البقاء في المنصب او الانضمام إلى المجلس الانتقالي الجنوبي. وعلى الرغم أنه من القيادات الكبيرة في حزب المؤتمر الشعبي العام، إلا إنه في العام 2014م، كان عضوا في اللجنة التحضيرية للمؤتمر الشعبي الجنوبي.
في العام 2017م، كاد احمد حامد لملس، ان يتحول إلى بطل في نظر "شرعية الإخوان"، أن هو رفض الانخراط في المجلس الانتقالي الجنوبي، وحين خير بين منصب محافظ شبوة، والمجلس الانتقالي الجنوبي، اختار الخيار الوطني على المنصب الذي لن يدوم طويلاً، وعاد إلى المدينة التي أحبها وعاش فيها منذ الطفولة.
وقبل ذلك كان لملس يشارك كمقاتل في صفوف المقاومة الجنوبية، دفاعا عن العاصمة. حين اختاره الرئيس عيدروس الزبيدي، أن يكون أمينا عاما للمجلس الانتقالي الجنوبي، كان نعم الاختيار، فقد استطاع أحداث نقلة نوعية في العمل الوطني الجنوبي ونقله من العمل "الثوري"، إلى العمل الإداري في كيفية إدارة الدولة، وجعل الأمانة العامة عبارة عن حكومة مصغرة وفعل الكثير من الإدارات والهيئات الحقوقية والإعلامية والثقافية والسياسية.
حين قبل لملس أن يكون محافظا على العاصمة عدن، أدرك ان المهمة صعبة وأنها مهمة انتحارية، وحين أداء القسم امام الرئيس هادي، تذكر عملية اغتيال محافظ عدن الشهيد جعفر محمد سعد، تذكر المحاولات العديدة لمحاولة اغتيال رفيق دربه اللواء عيدروس بن قاسم الزبيدي.
كان يتذكر كل تلك المفخخات التي كانت تفجر في كل مكان، ولكنه قبل التحدي وخاضه بكل بسالة وشجاعة، رغم ادراكه أن اللوبي الذي عمل ضد جعفر ثم ضد الزبيدي، ثم ضد عبدالعزيز المفلحي، الذي قدم استقالته بعد أن منح تلك الحكومة لقباً سيظل وصمة عار. منذ لحظة وصوله إلى العاصمة عدن عقب تعيينه في أواخر أغسطس2020م، كان يدرك خطورة أدوات الإرهاب والموت وتدفق الأسلحة على عدن، كان يدرك ابعاد الخطاب الإعلامي، ومع ذلك خاض المعركة وهو يدرك ان الانتصار في نهاية المطاف سيكون من نصيب أهل الأرض والقضية.
في أكتوبر من العام الماضي، كان الإرهاب الحوثي والاخواني يخطط لاستهداف لملس، الأمين العام ومحافظ العاصمة، صرفت الأموال الطائلة على العملية الإرهابية التي خسر فيها لملس اقربائه وخسر فيها الوطن خيرة شبابه، وخسر الوسط الصحافي بفعل تلك العملية الإرهابية الجبانة أربعة من الزملاء الصحافيين الشجعان. حين فشلوا في قتل لملس، عادوا لحروبهم السابقة التي استخدمت في عهد عيدروس الزبيدي، التفجيرات وقطع الكهرباء من خلال اخراج المنظومة الكهربائية، المنظومة الكهربائية التي باتت السلاح الفتاك في مواجهة أي محافظ وطني، فمن يحارب عدن اليوم، هو ذاته من عرقل انشاء محطة كهربائية بتمويل إماراتي في عدن قبل خمسة أعوام، هو ذاته من يريد افشال مشروع محطة الرئيس هادي اليوم. هو ذاته من يريد يحول عدن إلى "مركز تجاري"، له ولحاشيته بعد ان تنصل عن مهامه كرئيس حكومة وتحول الى تاجر مشتقات نفطية. هو ذاته من يرى أن عدن هي الحديقة الخلفية له ولحاشيته التجارية التي نهبت البر والبحر في عدن، ولا تزال اليوم تصدر لنا الخطابات العنصرية، وتقسم الناس على "أساس عدني وغير عدني"، هي تلك المجموعات التجارية التي تقاسم معها تاجر حكومة المناصفة، الوديعة السعودية، هو ذاته الذي فرخ المنظمات المحلية في عدن للاستحواذ على الدعم الخارجي وتجييره لصالح حساباته الخاصة. نصيحة لكل الجنوبيين.. لا تفرطوا في الأمين العام أحمد حامد لملس، فالتفريط في الرجل هو التفريط في تلك المبادئ والقيم التي آمن الجميع بها. وشكراً