أبين.. حوسي دوري

2022-05-15 10:11

 

عند الحديث عن مجلس القيادة الرئاسي تبرز عدة اسئلة منطقية في صميم مهام المجلس ودافعها وطني واخرى تبدو منطقية لكن دافعها عاطفي او مصلحي وكلها تبحث عن اجابات ..

 

مثال 1

س : لماذا ندعم مجلس القيادة الرئاسي ؟

ج: كما اعترفنا بالامس بشرعية الرئيس السابق هادي ، فاننا نعترف وندعم اليوم من نقل اليهم صلاحياته كاملة ومنحهم الشرعية الكافية لانجاز ماعجزت عن انجازه شرعية هادي خلال سبع سنوات .

 

س: وما الذي عجزت عن انجازه شرعية هادي خلال السبع سنوات؟

ج: عجزت عن انجاز امرين :

-تحرير صنعاء وانهاء الانقلاب الحوثي عسكريا.

-تطبيع الحياة العامة في المناطق المحررة من توفير الخدمات وصرف المعاشات ووقف نزيف الريالات.

 

مثال 2

س : هل يمكن للرئيس هادي ان يتراجع عن قرار نقل سلطاته للمجلس متى قرر ذلك .

ج : لا .. لان نقل سلطاته قرارا لا رجعة فيه ، لانه اعلان دستوري يطوي صفحته ويفتح صفحة جديدة ، ويمثل مخرجا مشرفا لهادي ويحفظ له ماء الوجه ويقيه شر المساءلة عن سنواته العشر البائسات.

 

س : هل تهميش ابين يخلق التوازن المطلوب في المجلس الامر الذي يمكن ان نعقد الآمال عليه في انجاز مهامه ؟

ج : اولا لم يتم الاختيار وفقا للمحاصصة والا فاليمن فيها 22 محافظة ، ورئيس واعضاء المجلس عددهم ثمانية ، ولم نسمع احد من المحافظات الغير ممثلة في المجلس ان ادعى بما تدعون.

وثانيا : ابين اكبر بكثير من ان يختزل تمثيلها في عدة اشخاص من اسرتين اوثلاث تربطهما علاقات اسرية او حزبية.

 

صحيح ان مجلس القيادة الرئاسي لم يظهر سنا ولا نابا ولم يجد بوجوده جديد ولم يطرأ على كسوف ايامنا وخسوف ليالينا سوى بهرجات افلام وخريط اعلام ونزيف اقلام، حتى انني قلت عن شهر المجلس الذي مر مثل سحاب بلا مطر ، لو ان مغتربا عاد من غربته في الخليج لرأى الناس التغيير على بيته واهله واصدقائه من اليوم التالي لعودته فما بالنا بمجلس مسنود بدول وموعود بأمل وينتظر منه عمل ، لكن هذا لا ينفي ان هناك اشكال لدينا في تقدير اللحظة كما يجب وادراك اهميتها وخطورتها معا ، وفهم حقيقة مانريد نحن وما يراد منا او لنا ، ولهذا يحدث الخلط بين ماهو هام وماهو اهم وبين ماهو عام وماهو خاص وبين ما هو اساسي وما هو فرعي .

 

علينا ان نفرّق اولا بين مهمة مجلس الرئاسة الوطنية الاساسية التي انشئ وجاء من اجلها وبين الانشغال بالتفاصيل الفرعية التي يختلقها البعض من الملجس وخارجه ويجعلوا منها حجة للرفض والممانعة او لتشتيت جهود المجلس بدلا من حثه على الاسراع في استعادة ما اختطفه الانقلابيون في صنعاء ، واصلاح مادمرته الحرب في عدن !.

 

نعم هناك من اعضاء المجلس من انصرف الى تأثيث المكاتب والسكرتاريا والاعلاميين ومظاهر البهرجة المكلفة في حين ينتظر الناس بشوق عودة الخدمات اكثر من عودة سعادة السفير من المانيا.

وهناك ممن وجدوا انفسهم فجأة خارج اسوار قصر الحكم ويظنون ان بمقدورهم وقف سير القطار وارجاعة الى حيث كانوا ، تارة بالعزف على وتر المناطقية والمتاجرة بمظلومية أبين التي طالما تنكروا لها وتسلقوا على اناتها وجراحها ، وهم في الحقيقة انما يندبون حظوظهم وكيبلات ارزاقهم التي توشك ان تنقطع ، وتارة اخرى بايقاظ الخلايا الارهابية النائمة في معسكرات الشرعية في ابين، هناك حيث اجتمع المنادون بعدم اقصاء وتهميش  ابين، وليتهم تداعوا او اجتمعوا حتى في جروب واتس آب لرفض تواجد وانتشار معسكرات الارهابين الفارين من البيضاء ومأرب ومن سجون صنعاء وسيؤون في مناطقهم واصبحوا بسكوتهم حاضنة اجتماعية وفنار بارز لاستقطاب المزيد من امثال هؤلاء مابقي المجلس معاقا عن الحركة جنوبا اوشمالا .

 

شهاب الحامد