ماضي وحاضر ومستقبل السياسة السعودية في اليمن

2022-04-30 17:51
ماضي وحاضر ومستقبل السياسة السعودية في اليمن

صورة تعبيرية

شبوه برس - خـاص - عـــدن

 

وصف كاتب سياسي "سياسة المملكة العربية السعودية في الجمهورية العربية اليمنية، ترتكز على احتواء الجمهورية العربية اليمنية، واضعافها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وعسكريا، بحيث جعلت من صنعاء ظل للرياض"

 

وقال الكاتب "سالم صالح بن هارون" في موضوع خص به موقع "شبوة برس" ورد في سياقه: "كانت المملكة تدير حكومة الجمهورية العربية اليمنية من قبل سفراءها في صنعاء، كما كانت تستخدمها سدا، في وجه المد الثوري الأحمر القادم من حمم براكين عدن".

 

وقال الكاتب "بن هارون": كانت القوى الحاكمة المتنفذة في اليمن (((الشمال))) مقابل تلك الخدمات التي تقدمها للسعودية وتبعيتها لها، تقوم بابتزاز المملكة من أجل الحصول على مليارات الدولارات تفوق ثمن الخدمات التي تقدمها للملكة بأضعاف مضاعفة ولاتزال سياسة "المملكة هي هي" لم تتغير حتى اليوم بالرغم من تغير الأوضاع محليا واقليميا ودوليا وكذلك أيضا لم تتغير سياسة القوى المتنفذة في اليمن من حيث ابتزاز المملكة أيضا حتى اليوم".

 

وأضاف: "المتتبع لأمر الهزائم المتتابعة للشرعية اليمنية وللتحالف بقيادة السعودية سيجد أن سبب هذه الهزائم المتتابعة هي سياسة السعودية التي لم تتغير والتي محتواها جعل من صنعاء ظل للرياض وكذلك سياسة القوى المتنفذة في اليمن ((الشمال)) الذي لم تتغير أيضا والتي أساسها ابتزاز المملكة العربية السعودية ماديا ومعنويا".

 

إن المملكة تدرك إن هناك تغيرات محلية ، تتمثل في نهاية المد الثوري الأحمر القادم من الجنوب بإعلان الوحدة، وهزيمة الجنوب في حرب صيف 94، وظهور القضية الجنوبية والمجلس الإنتقالي الجنوبي، وظهور حركة أنصار الله الحوثيين في اليمن، واستيلاءهم تقريبا على كل أراضي ما كان يسمى بالجمهورية العربية اليمنية، وهناك تغيرات إقليمية ، تمثلت في بزوغ نجم إيران وتركيا وإسرائيل، وأفول نجم العراق ، وصارت إيران على وشك أن تعلن نفسها دولة نووية، وهناك تغيرات دولية، تتمثل في بروز دول منافسة لأمريكا وحلفائها على قيادة العالم، ومنها الصين وروسيا حيث نشاهد أمريكا اليوم على وشك الاحتضار .

 

كان على المملكة العربية السعودية تغيير سياساتها في اليمن، مع تلك المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية، وإن تستبدلها بسياسة الثقة المتبادلة والمصالح المشتركة والتكامل الإقتصادي مع اليمن وإن تساعد في حل مشاكل اليمن سياسيا واقتصاديا لأن السياسة السابقة لسعودية في اليمن ، لم تؤدي إلا إلى إنهيار المملكة سياسيا واقتصاديا، وهذا ما يتمناه أعداء المملكة الدوليين والاقليميين وليس اليمنيين، لأن انهيار المملكة يشكل خسارة فادحة لليمن لليمن والجنوب ، وللعرب والمسلمين بشكل عام ، وربما للعالم أجمع .

 

وفي تقديري، إن تغيير المملكة العربية السعودية لسياستها السابقة في اليمن، من سياسة تجعل من اليمن مجرد ظل للمملكة الى سياسة تعتمد على الثقة المتبادلة والمصالح المشتركة والتكامل الاقتصادي والتي ستجعل من اليمن مصدر قوة للمملكة ولن تكلفها هذه السياسة الجديدة ، حتى 10 % من الأموال التي كانت تنفقها على تنفيذ سياستها السابقة في اليمن و على المملكة أن تساعد على حل القضية الجنوبية من خلال العمل على استعادة الدولة الجنوبية ليكون الجنوب عمقا استراتيجيا آمنا للمملكة .