من المؤسف والمؤلم أن تجارب أكثر من نصف قرن مرت على بعض الجنوبيين وكأنها تجربة نصف شهر لم يستفد من تراكم تلك التجارب الفاشلة.
وهذه هي الحقيقة وهذا هو الواقع الذي يحز في أنفس كل ذوي النوايا الحسنة المتجردة من نوازع الذات الشخصية, لقد أثارت حالة المشاورات اليمنية اليمنية في الرياض الكثير من اللغط والكثير من القلق والمخاوف لدى شعب الجنوب العربي كما تعرض المجلس الانتقالي الجنوبي لحرب إعلامية شرسة من العدو لاتقل عن الحرب النفسية القذرة التي تعرض لها شعب الجنوب المحاصر بقوى متعددة وبالفقر وتغذية النزاعات القبلية والمناطقية واستحضار خلافات الماضي بينما الكلام الصحيح أن الحالة اليمنية بيد مجلس الأمن الدولي الذي فوض اربع دول بالاشراف علي هذه الحالة وماحدث في الرياض يعطي إشارة واضحة أن حل قضية شعب الجنوب واستكمال تنفيد مالم يتم تنفيذه من اتفاق الرياض فهذا ليس برغبة الأطراف الشمالية وانما بضغط إقليمي ودولي.
ويجب على الجنوبيين استيعاب المنجز وإدراك عظمته وإدراك المخاطر أيضا المعطلة له كما يجب وقف المهاترات والمناكفات وجعل الجنوب وشعب الجنوب وانقاذه من هذه الكارثة التي يعيشها الهدف الأسمى لكل القوى الوطنية الجنوبية فالمفاوضات بإشراف دولي وستبدأ كما يتردد في منتصف مايو القادم ويستوجب على كل القوى الجنوبية أن تقف إلى جانب المجلس الانتقالي الجنوبي والرئيس عيدروس الزبيدي الذي أيضا يستوجب عليهم الانفتاح على كل القوى الجنوبية بما فيها جنوبيو الشرعية بغض النظر عن أحزابهم سابقا.
الجنوب يجب أن يشارك الجميع في استعادته وقيام دولته وتعميرها وجعل ذلك في مقام أعلى من مقام الايدلوجيا السياسية والحزبية الضيقة بشقيها العلماني والتطرف الديني.
الباحث/ علي محمد السليماني