طوارق المؤتمر... هل نتعوذ منكم

#طوارق_المؤتمر

الاخوة الجنوبيون (طوارق المؤتمر) نسبة الى طارق صالح احد ابرز ورثة مؤتمر عفاش ، رفعوا الكلفة بيننا وبينهم وكأننا انتصرنا على عدونا وعدوهم وان البلاد لنا ولهم واننا وحدنا بانبني عدن وصنعاء من جديد..

وفي دردشة مع احد الطوارق في الواتس قلت له :

اهدأوا ولا تخلونا نتعوذ منكم كما نتعوذ من طوارق الليل والنهار.

قال: إلا طارق يطرق بخير

قلت له: نحن نتفق مع طارق ضد الحوثي ، ولا نتفق مع طارق وطوارقه في الجنوب.

قال: هل عبدربه رئيس مخلوع ؟

قلت: لا.. عبدربه رئيس سابق لانه نقل سلطاته طواعية بلا ثورة ولا انقلاب ، وهذا الفعل يحسب له لا عليه.

ثم ان الفرق بيننا وبينكم كبير ، نحن ثرنا ضد عفاش ونظامه في الوقت الذي كنتم تدافعون عنه .

وانتم تقفون ضد عبدربه وتطعنون في شرعيته مع انه استلم السلطة من عفاش ، ونحن نعترف بشرعيته ودافعنا عنه الى اللحظة التي نقل فيها صلاحياته الى مجلس رئاسي جديد.

قال: طيب اعطنا رأيك فيما حصل في الرياض؟

ماحدث بصراحة كان امر مفاجئ وغير متوقع وكنا ننتظر الخروج باصلاح منظومة الشرعية وانهاء هيمنة الاخوان وسطوتهم على قرار الشرعية ومؤسسة الرئاسة بشكل خاص وتعيين نائبين للرئيس من الشمال و الجنوب.

اما وقد جاءت هكذا فهي في اعتقادي اولا :لكسر حالة الجمود والرتابة في مؤسسة الرئاسة المعاقة وهي السياسة التي طالما اعتادها واتقنها محسن وفريقه.  

وثانيا: لارضاء جميع الاطراف فاذا كانت اقالة محسن مطلب جنوبي وشمالي (انتقالي-حوثي-مؤتمر) فإن طي صفحة الرئيس هادي هي مطلب شمالي (مؤتمر - حوثي - اصلاح )، لان بقاء هادي كرئيس شرعي يهدد مستقبل الحوثي السياسي في اليمن ويمنع الاعتراف الدولي بهم، ناهيك عن كونه جنوبي وهو اول خرق لنواميس المركز المقدس الامر الذي كلف عفاش حياته ثمنا لذلك .

كما ان المؤتمر قد تشظى مع هادي وضده ، واصبح عقبه في طريق عودة مؤتمر عيال عفاش، وكذلك الاصلاح الذي امتطى الشرعية للسيطرة على الجنوب ومن خلالها استطاع تعطيل جبهات الشمال خدمة لجناحه الآخر في ثورة التغيير ، وطمعا في مناصفته السلطة والثروة ، كما سبق للاصلاح ان تخلى عن هادي في اصعب الظروف عندما ذهبت قيادته الى صعدة خانعة لمبايعة الحوثي ، وربما كان الانتقالي شريكا بشكل غير رسمي في الرغبة بازاحة هادي رغم الاعتراف بشرعيته ، اذ يرى في وجوده انقسام جنوبي جنوبي وتمكين للاخوان من قرار الشرعية الامر الذي انعكس سلبا على ادائها في الجنوب وما لحق بالشعب من مآسي وكوارث.

ماحدث بشكل عام وامام مايحدث من صراع الدول العظمى في العالم وبالتالي هي حصيلة تفاهمات دول تقاطعت مصالحها في اليمن ورأت ان الوقت قد حان لوقف الحرب ودخول كل الاطراف الفاعلة واولها الحوثي الذي نفذت كل شروطه في حوار حقيقي وجاد ينتج صيغة تفاهمات تحقق لليمن والجنوب الامن والاستقرار والنماء ، مالم فان المجلس الرئاسي امام اختبار حقيقي لمهمة استعادة الدولة سواء بالحوار مع الحوثي وهذا امر ممكن الحدوث اذا مانظرنا الى الدور العماني في هذا الامر كوسيط وضامن للحوثي ، مالم فان المواجهة العسكرية مع الحوثي ستكون حتمية وفاصلة ولهذا تم اختيار اعضاء المجلس ممن تقف خلفهم قوات مسلحة مدعومة من دول التحالف (الزبيدي وطارق وابو زرعة) بالاضافه الى العرادة الذي صمدت قبائل محافظته بمساندة التحالف كل هذا الوقت .

قال: وماذا عن الانتقالي؟

لا ابالغ اذا قلت ان حضور الانتقالي اضفى القاً وزخما خاصا على المشاورت ان لم يكن قد مثّل حضوره نجاحا لها .

وفي إعتقادي ان الانتقالي نجح في تجاوز حقول الالغام المزروعة في طريقه باقل خسائر ان لم نرى فيما انجزه مكاسب .

فقد نجح الانتقالي هذه المرة مع معظم الجنوبيين المشاركين في مشاورات الرياض في كسر حاجز القطيعة او التباعد الجنوبي الجنوبي ونتمنى ان تتواصل اللقاءات وتتعزز الثقة وتتوحد الرؤى والمواقف والخطاب بين اخوة المسير والمصير لما فيه مصلحة ارضنا وشعبنا وقضيتنا وهويتنا الجنوبية العربية باذن الله.

ونجح الانتقالي في الانتصار لمظالم الشعب ورفع معاناته من خلال مشاركته الفاعلة في مشاورات الرياض التي اثمرت عن وديعة بنكية سعودية اماراتية باثنين مليار دولار ، ومليار ثالث للمشتقات النفطية.

ونجح الانتقالي في الخروج بمناصفة جنوبية في مؤسسة الرئاسة الجديدة كما هو الحال في حكومة المناصفة من قبل.

ونجح بتضمين القضية الجنوبية في البيان الختامي لمشاورات الرياض والاقرار بوضعها في اطارها الخاص ،وحفظ حق شعب الجنوب في الاختيار وتقرير المصير وهذا مربط الفرس.

الى هنا ومجلسنا الانتقالي الجنوبي يسير بحكمة وصبر وثبات نحو تحقيق الاهداف الوطنية الكبرى رغم كل المصائد والمكائد والشراك ، ولهذا سنبقى على عهد الرجال كما كنا ومازلنا مابقي مجلسنا على عهده للرجال.

شهاب الحامد