ما الذي استجد في كلام الرئيس هادي حتى نجعل منه قولا فصلا وبيانا ختاميا ملزما لموقعيه.
هادي لم يقل شيئا جديدا يمكن اعتباره مدخلا لحل يبنى عليه ، اما المرجعيات الثلاث التي يتمسك بها هي اساسا مشروعه الذي يتسلح به كطرف في مواجهة مشاريع الاطراف الاخرى من جهة ، وهي السبب في الانقلاب الحوثي وفي اطالة امد الحرب واطاله عمر هذه الشرعية المتكلسة من جهة اخرى، وهو يعلم كما نعلم ان مشروعه "المرجعيات" يرفضه الواقع الذي عجزت الشرعية عن تغييره منذ 7 سنوات اي قبل ستوكهولم وبعد حصار مأرب وسقوط شبوة ، وبالتالي لم يعد بالامكان افضل مما كان.
قلنا منذ اليوم الاول لمشاورات الرياض انها مالم تتحرر من عقدة المرجعيات وتلامس الواقع فان الفشل حليفها ، اي ان على المتشاورين ان يبتدعوا افكارا جديدة يمكنها ان تدفع كل الاطراف للحضور ومناقشتها وفق المعطيات على الارض ، وقلنا ان لا خيار منطقي وواقعي امام المشاورات الا احد اثنين :
- اما الانضمام لمجلس التعاون الخليجي .
-او الاعتراف بالحوثي حاكما وواليا على اليمن (الشمال)، وتمكين الجنوبيين من حكم اورضهم على حدود ماقبل عام 90.
والا فالخيار الانجع الذي يستقيم مع هنجمة الرئيس ويعطل مصالح المتكسبين من اطالة الحرب هو الخيار العسكري وهزيمة الحوثي في صنعاء كما هزم في عدن .
لاشيء جديد يدعو الى القلق وارتباك اصحاب دعوة انسحاب وفد الانتقالي ، لان لاشيء ملزم حتى الان ، ولا شيء يمكنه التأثير على مواقفهم وقناعاتهم وبالتالي لن يجبره احد على الانسحاب من عدمه مالم يكن للمصلحة الوطنية العلياء ، ولن يستطع احد مهما كانت مفردات خطابه وموجة التصفيق المصاحبة لها ان يغير واقعا على الارض فرضته سواعد الرجال وتحرسه ارواح الشهداء ورسمت حدوده بدماء الجرحى.
ثقوا ان مشاورات الرياض ان لم نخرج منها باكتساب مشروعية اكبر مما تحقق في اتفاق الرياض ، فان المكسب الحقيقي منها هو التقارب الجنوبي الجنوبي ، ولاجل ذلك يرتفع صوت الضجيج المكثف في الارجاء لاجبارنا على الانسحاب ومغادرة الرياض .
ومهما تكالبت علينا قطعان الشر وعاندتنا الظروف فلن يستطع احد ان يمضي بدون الجنوب والجنوبيين ولن يجرؤ احد على التنكر لنا او يتسلق على اكتافنا او يسرق انتصاراتنا فما بالنا بمشروع لا يناصره احد في الشمال ولا في الجنوب وان ابقي على حظوظ الرئيس المتآكلة بعض الوقت لكنه لم يعد صالحا ولامقبولا باي حال.
شهاب الحامد