إغتيال الكبار اكبر من اختزاله بكلمة (ثأر)، واخطر بكثير من إنكسار جبهة او خسارة معركة، ذاك لان الحروب كر وفر ويمكن بالحرب إستعادة ماخسرته على الارض لكن خسارة الرجال الكبار لا تعوض، ولا عزاء الا بهزيمة كل الاعداء وتحقيق كل الاهداف.
لايمكن باي حال فصل العملية الارهابية الفاشلة التي استهدفت العميد عبداللطيف السيد في أبين قبل ايام ونجا منها بفضل الله، عن العملية الارهابية الجبانة التي استهدفت الشهيد البطل اللواء ثابت جواس وان اصر البعض رميها على مليشيا الحوثي كطرف مستفيد مستحضرا ثأر الجماعة الشخصي من الشهيد جواس عليه رحمة الله وكل الذين ارتقوا شهداء بمعيته عصر اليوم.
نعم تبدو كالثأر الحوثي من حيث الشكل، وطالما حاول الحوثي في حروبه الستة النيل من جواس مرارا ولم يفلحوا، لكنها (الجريمة) من حيث الاسلوب والطريقة والغاية ومن اختيار الاهداف تفيد بأن المنفذ متمرس في الاجرام والارهاب وخبير في صناعة المفخخات التي لاتنفجر الا في المناطق الجنوبية المحررة ولا تستهدف سوى الجنوبيين.
واذا كان للحوثي ثأره من جواس ، فما حجته مع عبداللطيف السيد ومع المحافظ لملس ومن قبله المحافظ الشهيد جعفر ومن بعده المحافظ الزبيدي وماذا عن كل العمليات الارهابية التي استهدفت شباب الجنوب على ابواب المعسكرات في عدن وفي اوقات الافطار في رمضان في حضرموت وشبوة وابين ...الخ.
ثم لماذا لم يستخدم الحوثي السيارات المفخخة ضد افراد الجيش الوطني في مأرب مثلا؟.
الصحيح ان من إغتال الشهيد جواس اليوم بعملية ارهابية غادرة، قد احسن التخفي خلف ثأر الحوثي والا فالمستفيد الاول هو من قتل ويقتل الجنوبيين بالسيارات المفخخة والانتحاريين والمتفجرات اللاصقة والمسدسات الكاتمة، وهو من يسعى كل يوم وبكل السبل لضرب وحدة الجنوبيين واشعال نار الفتنة المناطقية بين ضحايا احداث يناير 86 تارة ، وبين قبائل المثلث تارة اخرى.
كان الهدف من محاولة إغتيال القائد عبداللطيف السيد هو:
-سقوط مديريتي الدلتا (خنفر وزنجبار) للقاعدة من الداخل على وقع الصدمة وتنفيذ عمليات اغتيال بحق قيادات عسكرية وامنية وسياسية في المحافظة ونهب وتدمير معسكرات الحزام في المديريتن.
-الترويج بالتآمر والخذلان (المناطقي) لقيادات عسكرية وامنية ابينية وأولهم عبداللطيف السيد، بهدف زعزة ثقة الافراد وانهزامهم واستسلامهم من جهة، وتحشيد ابين ضد من تآمر على قادتهم وخذلهم وقدمهم قرابين للارهابيين من جهة اخرى.
-محاولة الالتفاف على القوات المرابطة في الطرية والشيخ سالم وبالتالي وصول التعزيزات المطلوبة الى حنفر وزنجبار.
اما الهدف من إغتيال الشهيد ثابت جواس هو:
-التشويش على رسالة محافظ عدن للعالم بان عدن آمنة ومستقرة من خلال استقباله للوفود الاجنبية واقامة مهرجان للسباحة.
-التحريض ضد يافع والضالع وبان الاغتيالات تستهدف ابناء ردفان، مستغلا تعيين مدير عام يافعي لدار سعد الذي يقع مسرح الجريمة في اطار مسؤولياته، وعطفا على جريمة اغتيال ابن اخ المناضل سعيد صالح سالم.
-استهداف العقلاء واصحاب الثقل القبلي والوطني ومن يمثلون القواسم المشتركة في الجنوب، في اطار السعي لدفع الجنوبيين الى التشظي والتمزق والاحتراب الداخلي.
رحم الله الشهيد البطل اللواء ثابت جواس ورفاقه وانزلهم منازل الشهداء وجزاهم الله عن الجنوب واهله خير الجزاء .
إنا لله وانا اليه راجعون