جذبت محافظة حضرموت الأنظار في المرحلة الأخيرة، باعتبارها خاصرة الجنوب التي تتعرض لمحاولات استنزاف إن كان على صعيد قواتها الأمنية (النخبة الحضرمية) أو على صعيد مساعي نهب ثرواتها النفطية.
وفيما تمضي الهبة الحضرمية نحو المزيد من الإجراءات التصعيدية التي تصب جميعها في إطار محاولة حماية نفط حضرموت من جرائم السطو التي ترتكبها ما تسمى بالشرعية، فإن المدعو إبراهيم حيدان يُشكل رأس حرب العدوان الإخواني الذي قد يحمل أبعادًا أشد خطورة في إطار استهداف الجنوب.
حيدان منذ تعيينه في منصب وزير الداخلية خلفًا لمن كان على شاكلته المدعو أحمد الميسري، يمثّل سلاح ما تسمى بالشرعية في إطار العمل على محاولة إحراق الجنوب بنيران الفوضى، ضمن مؤامرة مشبوهة تستهدف محاصرة الجنوبيين بين أعباء خانقة لأطول فترة ممكنة.
وإزاء الزخم الشعبي للهبة الحضرمية، يتبنى وزير داخلية الشرعية المدعو إبراهيم حيدان تحركات تكشف ملامحها عن مخطط لإشعال الاقتتال في وادي حضرموت، بعدما جنّد عناصر إخوانية تابعة لحزب الإصلاح، لتمكين تنظيم الإخوان الإرهابي من مفاصل المنظومة الأمنية في المحافظة، أملا في جر حضرموت إلى الفوضى والدم.
الأكثر من ذلك أن كل المؤسسات التي باتت خاضعة لسيطرة المليشيات الإخوانية تحوّلت إلى مراكز مسلحة تؤوي عناصر إرهابية قد تحركها ما تُسمى بالشرعية الإخوانية في ساعة الصفر، بما قد يدفع بالأمور نحو واقع عسكري وسياسي مختلف لما هو الوضع عليه في الوقت الحالي.
أغلب التفسيرات لهذه التحركات التي يقودها المدعو حيدان يُنظر إليها بأنها تستهدف تخفيف حجم الضغوط التي تتعرض لها المليشيات الإخوانية، ومن هنا تستميت ما تُسمى بالشرعية لبعثرة الأوراق عبر صناعة حالة من الفوضى السياسية العارمة في الجنوب، وهو توجه إذا ما أقدمت عليه المليشيات الإخوانية ستكون أول من يدفع الثمن من جرّاء نجاعة المواجهة الجنوبية سواء سياسيًّا أو أمنيًّا أو حتى شعبيًّا.
*- شبوة برس ـ المشهد العربي