تأسست الأمم المتحدة على أنقاض عصبة الأمم بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية 1945 وجاء في ميثاق تأسيسها أن الحدود الدولية للدول التي انتهت الحرب وهي قائمة بيدها أو وفقا لما تتوصل إليه الدول من اتفاقيات ثنائية بينها البين أو وفقا للتحكيم أمام محكمة العدل الدولية وهذه النصوص الواضحة تجاوزت دعاوي الحقوق التاريخية ووضعت حد للأطماع التوسعية وإعادة حدود الامبراطوريات القديمة أو الدول القديمة في مختلف المراحل ماقبل تأسيس الأمم المتحدة..
من هنا يفترض أن كل الدول الضعيفة أن تتمسك بنصوص وروح هذا الميثاق وعدم تجاهله والقفز عليه وأن لاتقبل بأية تجاوزات له والتوسع تحت أية دعاوي وحدوية أو حقوق تاريخية فالأمر قد حسمه ميثاق الأمم المتحدة التي ارتضتها كل الدول والشعوب كمرجعية لحفظ وصون الأمن والسلم الدوليين.. والتعامل باستثناء مع من يتجاوز ذلك يمثل خروجا على تلك النصوص كما حصل في غزو. الشمال للجنوب صيف 1994 تحت حجة محاربة الانفصاليين والهدف توسع الشمال ودولته ج.ع.ي باحتلاله كامل اراضي الجنوب العربي ودولته المسماه ج.ي.د.ش
متجاوزا للقانون الدولي والعهود الدولية, لاشك أن اعتبار ذلك العدوان لحماية الوحدة التي تمت بين الدولتين في 22مابو1990 يعد تعديا سافرا ليس فحسب على شعب الجنوب وأرضه ودولته وسيادته بل على المجتمع الدولي ولايجوز اعتبار ذلك من باب الحفاظ على الوحدة الوطنية ومن يعترف بذلك العدوان الذي شنه الشمال دولة ج.ع.ي في 27ابريل1990 واحتلال الجنوب في 7/7/94 ويعد ذلك عمل مشروع للحفاظ على الوحدة الوطنية فإنه بكل تاكيد بأصل لاحتلال بلدان الغير ويتجاوز ميثاق الأمم المتحدة والعهود الدولية ويسجل سابقة دولية خطيرة جدا على الامن والسلم الدوليين ويفتح الأبواب على مصراعيها للأطماع التوسعية ويخل بالتوازن الدولي المنظم لمصالح وعلاقات الدول بل قد يدفع دول أخرى لديها اطماع توسعية ومطالب بحقوق تاريخية وتسميات جغرافية قديمة إلى نفس السلوك بغزو جيرانها.
الباحث /علي محمد السليماني