مشكلة الأطراف الشمالية التي تحالفت في 27ابريل1994 وشنت الحرب على الجنوب وعلى اعلان الوحدة وعلى مشروعها العربي النهضوي الجذاب وتحولت إلى ضم وإلحاق والغاء ليمننة الجنوب العربي التي تبنتها الجبهة القومية عشية استقلال الجنوب العربي في ال30نوفمبر1967 وأصبحت الحالة بعد قرار الزعيم الجنوبي علي سالم البيض بفك الارتباط من طرف واحد في 21مايو1994 بكل التعريفات احتلال اليمن للجنوب العربي منذ7/7/94 وبدون شك كان لممارسات الطرف الشمالي الخاطئة كطرف منتصر في الحرب الأثر السلبي في إلغاء يمننة الجنوب العربي .. وبعد الخلافات على رغبات توريث الجمهورية والوحدة والجنوب من الآباء إلى الأبناء التي اصطدمت بعقبات كبيرة منها تعارض المصالح ورغبات الانفراد بالسلطة والقوة والثروة لطرف واقصاء الأطراف الأخرى الشريكة في الحرب على الجنوب مما أدى إلى ما أسموها بثورة الشباب التغيير في 11فبراير2011 التي تزامنت مع ثورات الربيع العربي في المنطقة وهو ماشكل عامل قوة لطرف الإخوان المتأسلمين وذراعها حزب التجمع اليمني للإصلاح وأذرعته وذلك ماتحقق لهم في 2012 غير أن هذه القسمة والوضع لم يرق للطائفة الزيدية المتنفذة التي رأت أن تنصيب الرئيس هادي السني الجنوبي يعد خروجا عن المذهب الزيدي الذي سلبت منه الامامة ولكن ابقوا له الرئاسة كحق متعارف عليه منذ إعلان الجمهورية 1962 والتخلص من قائدها على عبد المغني الشافعي ومن نائبه الدكتور عبدالرحمن المرادي البيضاني الشافعي أيضا وتم استبدال الاول بالرئيس عبدالله السلال مع إبقاء شكلي للثاني ولاحقا تم التخلص منه بالاقصاء وهروبه إلى عدن الجنوب العربي وذلك ما اثار الطرف الزيدي بعنوان الحوثيين الذي اجتاحوا صنعاء في 21سبتمبر2014 ثم استكملوا السيطرة على العاصمة في يناير2015 واعتقال الرئيس هادي القادم للرئاسة من خارج المتعارف عليه..
ولأن الحوثيين جدد على السياسة فقد تخلوا عن التقية وأعلنوا بوضوح عن محددات المذهب الشيعي واستعانوا بإيران وغزوا الجنوب في فبراير2015 وتصدى لهم الجنوبيين ببسالة ولم يجدوا سهولة كانوا يتوقعونها وحدث تدخل التحالف العربي بضربات جوية لإعادة الشرعية المتمثلة بالرئيس هادي ورئيس الوزراء بحاح.. وبعد سبع سنوات تكشفت أساليب حزب الاصلاح ومراوغاته وحصر صراعه في الجنوب لإعادة إخضاعه للاحتلال بشعار الوحدة أو الموت والاقاليم الستة وبعد أن أدرك التحالف الحقيقة شرع في استعمال الطرف الآخر في الصراع ولقلة خبرته بالسياسة بدأ يكشف أوراقه بالسير على نفس خطى صنوة في الشرعية بحيل إعادة تنظيم المؤتمر الشعبي العام في الجنوب الذي ظل حاكما بالفساد والإدارة بالأزمات والحروب 33سنة ولم يدرك الأبناء أن الوحدة قد ماتت على ايدي الآباء وان أقصى ما يمكنهم أن اجادوا التصرف الحفاظ على الوحدة الوطنية في الجمهورية العربية اليمنية وعدم العمل سلبا على وحدة الجنوب العربي.
الباحث/علي محمد السليماني