نحن من ينقصنا الوضوح مع أنفسنا أولا ثم مع الأخرين، التحالف العربي ينظر إلينا كأدوات رخيصة عليها أن تنفذ ما يملي عليها دون قيد أو شرط ، الشرعية تبتز التحالف بإسم مشروعية تواجد التحالف مستمد من مشروعيتها ، ونحن رغم مشروعيتنا الميدانية المعترف بها دوليا لم نستطيع إستثمارها في خدمة الشعب الجنوبي والوطن ، تحالف لم يكلف نفسه بمراجعة أخطائه العسكرية والدبلوماسية والسياسية المتكررة طيلة سبع سنوات ، تحالف همه الأول والأخير تحقيق هدفه الخاص ومن بعده الطوفان .
حرية اليمن التعيس ماهي إلا حرب إستنزاف طويلة لإضعاف القوى الفاعلة والرئيسة على الأرض شمالا وجنوبا ، ليسهل فيما بعد فرض قوى ضعيفة ومتواطئة وعميلة تخدم مصالح الإقليم قبل مصالح وطنها وشعبها ، لنا في العراق أسوأ مثال على للعمالة والارتهان المذل لإيران .
تحالف لم يرقبوا فينا إلا ولا ذمة طيلة سبع سنوات عجاف مرت علينا كسبعمائة عام من الفقر والبؤس والتخلف والمعاناة ، ولهذا دائما النية تسبق العمل ، تركي المالكي أعلن وفاة إتفاق الرياض الذي نص حرفيا على إخراج ومشاركة قوات المنطقة العسكرية الاولى وشقرة وغيرها في التحرير والدفاع عن مأرب رأس حربة حزب الإصلاح الإخواني اليمني وباقي خطوط التماس مع مليشيات الحوثي الإيرانية .
بعد عدة أيام من تغيير تسمية ألوية عمالقة الساحل الغربي إلى ألوية العمالقة الجنوبية ، وبعد 24 ساعة من خطاب رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي اللواء عيدروس بن قاسم الزبيدي ، يطل علينا المالكي وبغياب وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش الوهمي اليمني من شبوة ، ليعلن عن عمليات عسكرية أطلق عليها حرية اليمن السعيد لتحرير مأرب والبيضاء دون مشاركة ميدانية من قوات طارق عفاش وغيرها .
هذا مصير كل من يقاتل دون شروط أو هدف وطني ، لا نطالب من التحالف أن نصبح جزء من منظومة الخليج ولا أوروبا ، لقد إنحسرت مطالبنا وأمانينا وتطلعاتنا أن يتركونا ندبر أمورنا كمصفوفة جمهورية أرض الصومال غير المعترف بها دوليا .
السيد رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي اللواء عيدروس بن قاسم الزبيدي حفظك الله ورعاك علينا أن نصحح مسار العلاقة الجنوبية المشوهة والمشبوهة مع التحالف العربي من تابع ومتبوع إلى شركاء وحلفاء حقيقيين ، لسنا جزء من تحالف جل هدفه إبادتنا وفنائنا كقوات مسلحة جنوبية ، ماذا يعني الزج بنا في تحرير مناطق شمالية تشكل حاضنة شعبية كبيرة لمليشيات الحوثي الإيرانية التي تنتصر بشراء الذمم والخيانة ، تعرضنا في بيحان وأخواتها إلى خسائر بشرية كبيرة في عدة أيام فقط ، وفقدنا خيرة رجالنا وشبابنا من القادة والأفراد ، فكيف إذا أحاط بنا العدوا والخائن من كل جانب .
هل تعلمون أن قوات التحالف لم تكلف نفسها بنقل شهدائنا وجرحانا جوا من عتق إلى مطار عدن الدولي، بل تركتهم ينقلون برا مسافات بعيدة تصل إلى مئات الكيلومترات في ظروف شديدة قاسية، علينا التوقف عن تحرير من لا يردون تحرير أرضهم رغم ما يملكون من عدد وعدة ومال ، وإن كان لابد فتحرير مكيراس أسهل وأقرب إلى عاصمة محافظة البيضاء ومنها إلى ذمار .
كم رصد التحالف العربي ميزانية المرحلة الثالثة للحرب اليمنية، والشعب يعيش أسوأ مرحلة عرفها على الإطلاق، في ظل إنهيار الريال اليمني وتداعياته الكارثية على القدرة الشرائية للمواطنين، وإنهيار منظومة الكهرباء والمياه والتعليم والصحة والبنية التحتية للمناطق المحررة، إنهم يعيدونا إلى عصور ما قبل الجاهلية.